أصبح ملء أكثر وأكثر تكلفة. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار النفط: حيث يتم تداول “الذهب الأسود” عند أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر – ولا يزال لديه مجال للتحسن.
أنفانيوز – بقلم بشرى الخطابي
البنزين أغلى والديزل أرخص
النفط أغلى مما كان عليه منذ نهاية أكتوبر. وبلغ سعر البرميل (159 لترا) من خام بحر الشمال برنت ذروته عند 89.99 دولارا في منتصف الأسبوع. وفي شهر مارس وحده ارتفع السعر بنحو خمسة دولارات. وكانت هناك زيادة بأكثر من 16 بالمئة منذ بداية العام. وهذا ملحوظ أيضا في محطات الوقود.
وكما تظهر حسابات Statista المستندة إلى بيانات من ADAC وEurostat، فإن خزان البنزين الفاخر E10 سعة 60 لترا في أوروبا يكلف بالفعل 109 يورو في نهاية مارس. وفقا لشركة ADAC، اضطر السائقون مؤخرا إلى دفع ما متوسطه 1833 يورو على مستوى البلاد مقابل لتر من E10. في مارس كان متوسط السعر 1.787 يورو – بزيادة قدرها 2.8 سنت مقارنة بالشهر السابق.
في المقابل، انخفض سعر الديزل بمقدار 1.8 سنتا ليصل إلى متوسط 1.728 يورو للتر في مارس – نتيجة لانتهاء موسم التدفئة، حيث إن الديزل وزيت التدفئة هما في الأساس نفس المنتج، ولكن تم الإعلان عنهما بشكل مختلف.
إقرأ أيضا :إمدادات الكهرباء بالمملكة المتحدة: الطاقة المتجددة تتفوق على الغاز
التوترات في الشرق الأوسط
لكن ما السبب وراء الارتفاع الكبير في أسعار النفط؟ وعلى المدى القصير، فإن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط هي في المقام الأول التي تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع. وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد هدد إسرائيل بالانتقام بعد الهجوم على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا . وأدى هذا إلى إثارة مخاوف جديدة بشأن الإمدادات في السوق.
لعدة أشهر، تجنبت شركات النفط الشحن عبر البحر الأحمر خوفا من هجمات المتمردين الحوثيين. ولا يؤدي هذا إلى ارتفاع تكاليف النقل فحسب، بل يؤدي أيضا إلى تقييد المزيد من الإمدادات في محيطات العالم. وكلاهما إيجابي لسعر النفط.
كما أن خلفية ارتفاع أسعار الـنفط هي زيادة التفاؤل الاقتصادي في السوق، حيث تحسنت آفاق النمو الاقتصادي العالمي مؤخرا في نظر العديد من المشاركين في السوق. البيانات الاقتصادية التي تم تلقيها بشكل إيجابي بشكل متزايد جاءت من الولايات المتحدة والصين على وجه الخصوص. ويشير ذلك إلى زيادة الطلب على النفط، إذ أن كلا البلدين من أكبر مستهلكي النفط في العالم.
هل سيستمر سعر النفط في الارتفاع؟
ويشكل الصراع في الشرق الأوسط عاملا رئيسيا من عوامل عدم اليقين فيما يتعلق بالآفاق المستقبلية لسوق النفط. ومن شأن تورط إيران أن يؤدي إلى ارتفاع علاوات المخاطر فجأة. ويحذر المحلل ريكاردو إيفانجيليستا من ActivTrades: “إذا تفاقم هذا الصراع، فقد يؤدي إلى تعطيل سلاسل توريد النفط الخام العالمية بشكل كبير”.
ومع ذلك، من المرجح مرة أخرى أن تعمل أوبك+ على قلب موازين النفط. وفي بداية شهر مارس، وافقت ثماني دول من كارتل النفط على تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية حتى نهاية الربع الثاني. وإذا تم تمديد تخفيضات التمويل هذه مرة أخرى حتى نهاية العام، فسيكون هناك خطر حدوث نقص طفيف في العرض. بالنسبة لوكالة الطاقة الدولية، هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحا.
ارتفاع أسعار النفط في الصيف؟
ويتوقع خبراء بنك أوف أمريكا أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 86 دولارا للبرميل هذا العام، خاصة في ضوء مخاطر الشرق الأوسط وتحسن التوقعات الاقتصادية، مع احتمال أن تصل أسعار النفط إلى مستوى مرتفع يبلغ حوالي 95 دولارا في الصيف.
بالنسبة للسائقين، من المحتمل أن يصبح ملء الخزان أكثر تكلفة في الأسابيع والأشهر المقبلة. عزاء صغير: هناك عدد من الدول الأوروبية حيث التزود بالوقود أكثر تكلفة من ألمانيا. وتحتل الدنمارك وهولندا حاليا المرتبة الأولى، حيث يتم تحصيل 124 و122 يورو لكل خزان سعة 60 لترا من طراز Super E10.