في مشهد يفيض بالرمزية الوطنية والفخر الجماعي، تعيش مدينة العيون هذه الأيام على إيقاع تحضيرات واسعة وغير مسبوقة، استعدادا للاحتفال بالذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، الحدث الذي شكل نقطة تحول مفصلية في مسار استرجاع السيادة الوطنية على الأقاليم الجنوبية.
فمن شوارع المدينة الكبرى إلى ساحاتها وحدائقها، تتواصل عمليات التزيين والتأهيل العمراني بوتيرة متسارعة. الأعلام الوطنية ترفرف في كل زاوية، والإنارة العمومية جرى تحديثها بأنظمة متطورة تضفي على ليالي العيون بريقا خاصا. كما تشهد الأرصفة والواجهات العمرانية طلاء جديدا يعكس روح التجديد والاحتفاء بالوطن.
ولم تقتصر التحضيرات على المظاهر الجمالية فقط، إذ يشهد مطار الحسن الأول بالعيون بدوره استعدادات دقيقة لاستقبال الوفود الرسمية والشخصيات الدولية، حيث جرى تجهيز صالات استقبال فاخرة، وتعبئة مختلف الأجهزة الأمنية والتنظيمية لضمان إنجاح هذا الحدث الوطني الكبير.
ومن المرتقب أن تعرف احتفالات هذه السنة مشاركة وفود دولية وازنة، في مقدمتها وفد فرنسي رفيع يمثل مجلس الشيوخ الفرنسي بقيادة جيرار لارشي، إلى جانب دبلوماسيين وسفراء يمثلون عددا من الدول الصديقة للمملكة. حضور يعكس بوضوح المكانة الدبلوماسية المتصاعدة للأقاليم الجنوبية، ودعم المنتظم الدولي للمبادرات المغربية في ترسيخ الاستقرار والتنمية بالصحراء.
وفي أجواء تغمرها الروح الوطنية والاعتزاز بالانتماء، تتأهب العيون لتكون عاصمة النصر والوحدة الترابية، ومسرحًا لاحتفالات تخلد نصف قرن من المسيرة المظفرة التي جسدت عبقرية الملك الراحل الحسن الثاني، وتواصل إشعاعها تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
فالعيون اليوم لا تحتفل فقط بذكرى وطنية، بل تؤرخ لمرحلة جديدة من النهضة والتنمية الدائمة، وتجدد العهد على مواصلة المسيرة من أجل مغرب موحد، قوي، ومزدهر من طنجة إلى الكويرة.