في مشهد مؤلم يعيد إلى الأذهان المآسي الإنسانية المتكررة على سواحل الشمال، أعلنت مصالح الحرس المدني الإسباني بمدينة سبتة المحتلة، يوم الثلاثاء، عن انتشال جثتين لشابين لقيا حتفهما غرقا أثناء محاولتهما دخول المدينة سباحة، في محاولة جديدة للعبور غير النظامي من السواحل المغربية نحو الثغر المحتل.
وحسب ما نقلته الصحافة المحلية، فقد تم العثور على الجثة الأولى في الساعات الأولى من الصباح بشاطئ “المضربة” القريب من معبر تراخل الحدودي، وهو موقع معروف بمحاولات العبور البحري المتكررة، قبل أن تعثر المصالح الأمنية على الجثة الثانية بعد ساعات قليلة في موقع غير بعيد عن المكان الأول.
وأكدت المصادر ذاتها، أن السلطات الإسبانية قامت بنقل الجثتين إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجامعي في سبتة، في انتظار نتائج التشريح الطبي وتحديد الهوية الكاملة للضحيتين، وسط توقعات بأن يكونا من الشباب المغاربة الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل العبور إلى الضفة الأخرى بحثا عن فرصة أفضل.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن الشابين فارقا الحياة غرقا خلال الساعات الماضية، في وقت تتواصل فيه محاولات العديد من الشباب والقاصرين اقتحام سبتة سباحة رغم سوء الأحوال الجوية والعواصف البحرية القوية التي تشهدها المنطقة في الأيام الأخيرة.
ويحذر متتبعون من تفاقم هذه الظاهرة التي تحولت إلى مأساة إنسانية متكررة بين صفوف الشباب المغاربي، معتبرين أن غياب فرص الشغل واليأس الاجتماعي يدفع الكثيرين إلى المغامرة عبر طرق الموت، بينما تستمر السلطات في تكثيف جهودها للحد من هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر.