الأكثر مشاهدة

“مايسة” تربك المشهد السياسي: التحقت بحزب يساري وغادرته قبل أن تحفظ اسمه جيدا

في خطوة مفاجئة، أعلنت المدونة والناشطة الفيسبوكية مايسة سلامة الناجي انسحابها من حزب التقدم والاشتراكية، بعد أقل من شهر واحد فقط على إعلان انضمامها الرسمي إلى صفوف “الرفاق”، حيث كانت قد عبّرت حينها عن نيتها الترشح باسم الحزب في الانتخابات المقبلة، وحتى احتمال دخول غمار التجربة الحكومية.

وقالت الناجي، في مقطع فيديو بثته عبر صفحتها الرسمية على موقع فايسبوك، صباح اليوم الأربعاء، إنها قررت خوض الانتخابات المقبلة بشكل مستقل، مؤكدة أن عمرها الذي يتجاوز 35 سنة لن يسمح لها بالاستفادة من الدعم المخصص لفئة الشباب. وأضافت بنبرة هادئة: “سأترشح كمستقلة، لأنني لا أريد أن أحمل الحزب تبعات خطابي، الذي قد لا ينسجم مع منطق الأحزاب السياسية في المغرب”.

واعتبرت الناشطة أن مقامها داخل حزب “الكتاب” كان أقصر انتماء سياسي علني في حياتها، مشيرة إلى أن “الكواليس السياسية مليئة بأشخاص لم يصمدوا أكثر من أسبوع داخل أحزابهم”، في إشارة ساخرة إلى هشاشة بعض التحالفات الداخلية.

- Ad -

مايسة الناجي كشفت أيضًا أن التحاقها بالحزب لم يمر بسلاسة، حيث أوضحت أن ترحيب الأمين العام كان “حارا وصريحا”، لكنه واجه رفضا وتحفظا من بعض أعضاء الحزب الذين لم يتقبلوا بسهولة فكرة انضمام مؤثرة فيسبوكية إلى بيت سياسي عريق.

وبررت انسحابها برغبتها في الحفاظ على استقلالية خطابها النقدي، مؤكدة أنها لا تريد أن تحسب مواقفها الشخصية على الحزب أو أن تستخدم كذريعة للنيل منه.

الخطوة التي أقدمت عليها الناجي، المعروفة بجرأتها وانتقاداتها اللاذعة للمشهد السياسي، أثارت تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من رأى فيها تعبيرا عن استقلالية وشجاعة فكرية، ومن اعتبرها دليلا على هشاشة العلاقة بين الأحزاب والمؤثرين الذين يحاولون عبور الجسر بين السياسة والعالم الرقمي.

هكذا، وبعد تجربة قصيرة لم تتجاوز الأسابيع، تعود مايسة إلى مربعها الأول، لكن هذه المرة محملة بخبرة سياسية خاطفة، ربما ستشكل وقودا جديدا لحملتها الانتخابية المقبلة، سواء اختارت طريق البرلمان أو اكتفت بالبقاء في فضاء التواصل الذي صنع شهرتها.

مقالات ذات صلة