تواصل اليوم الجمعة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء محاكمة سعيد الناصيري وعبد النبي بعيوي، وهما من الشخصيات المعروفة في الساحة السياسية المغربية، في إطار قضية “إسكوبار الصحراء”، التي أثارت اهتماما واسعا في الأوساط الإعلامية والقانونية على حد سواء. يأتي هذا بعد توقف الجلسات لمدة شهر كامل بسبب العطلة القضائية، التي تصادفت مع شهر غشت، مما أدى إلى تأجيل النظر في القضية.
في وقت مبكر من هذا اليوم، تم نقل الناصيري وبعيوي من سجن عكاشة إلى محكمة الاستئناف، وسط حضور أمني مكثف وتدابير أمنية صارمة لتأمين عملية نقل المتهمين. وقد جرى تأجيل المحاكمة عدة مرات بسبب غياب بعض المتهمين المتابعين في حالة سراح، حيث قررت المحكمة برئاسة المستشار علي الطرشي إرجاء الجلسات إلى غاية حضور جميع المتهمين.
القضية وتأجيلات متكررة
القضية تتعلق بمحاكمة 28 متهما، بينهم سعيد الناصيري، الذي يعد من الوجوه البارزة في حزب الأصالة والمعاصرة، وعبد النبي بعيوي، وهو رئيس سابق للجهة الشرقية. تأتي هذه المحاكمة في ظل اتهامات خطيرة تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات، وقد بدأت التحقيقات القضائية في هذه القضية منذ عدة أشهر.
كانت الجلسة السابقة قد شهدت تقديم طلب من دفاع المتهمين بتأجيل المحاكمة بغرض إعادة استدعاء المتهمين الغائبين،.. وتقديم بعض الوثائق الجديدة التي من شأنها أن تؤثر في سير القضية. وتضمنت هذه الوثائق تنازلا من الزوجة السابقة لرئيس مجلس الجهة الشرقية، عبد النبي بعيوي، والتي كانت تطالب بالحق المدني، ما أدى إلى تراجعها عن متابعة المتهمين في هذه الجلسة.
أجواء محاكمة الناصيري وبعيوي
شهدت جلسة اليوم حضورا مكثفا من المحامين الذين سجلوا نيابتهم عن المتهمين،.. بالإضافة إلى عدد كبير من أقارب وأصدقاء المعتقلين. وأفادت مصادر قريبة من المحكمة بأن سعيد الناصيري بدا في حالة نفسية وجسدية غير جيدة،.. حيث ظهر عليه علامات التعب والإرهاق، بينما بدا عبد النبي بعيوي في حالة أفضل مما تم تداوله سابقا حول تدهور حالته الصحية.
وتعتبر هذه المحاكمة واحدة من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام المغربي، حيث يتابعها العديد من المواطنين عن كثب. ويعود سبب هذه المتابعة الواسعة إلى أهمية الشخصيات المتورطة في القضية وحجم التهم الموجهة إليهم،.. بالإضافة إلى ارتباط القضية بقضايا تهريب دولي للمخدرات، مما يزيد من حساسية الموضوع.
تفاصيل القضية وتورط المتهمين
القضية التي أصبحت تعرف إعلاميا باسم “إسكوبار الصحراء” ترتبط بتحقيقات طويلة ومعقدة،.. بدأت منذ فترة بعد اعتقال عدد من المتورطين في عمليات تهريب مخدرات دولية. ويعد أحمد بن إبراهيم، المعروف بلقب “المالي”، واحدا من أبرز الشخصيات المرتبطة بهذه القضية،.. وهو الذي واجه المتهمين أمام قاضي التحقيق في جلسات سابقة.
وفي إطار التحقيقات، أمر باعتقال العديد من المتهمين وإيداعهم سجن عكاشة، بينهم الناصيري وبعيوي،.. بينما تم التحقيق مع آخرين كانوا في حالة سراح. وتوجه لهم تهم تتعلق بالاتجار الدولي بالمخدرات وتسهيل عمليات تهريب كبيرة عبر الحدود المغربية.
التطورات الجديدة والإجراءات القانونية
تزامنت المحاكمة مع عدة تطورات جديدة،.. من بينها تقديم طلبات الإفراج المؤقت عن بعض المتهمين من قبل هيئة الدفاع،.. مع استعداد المتهمين لتقديم ضمانات قوية تضمن حضورهم لجميع الجلسات المقبلة. ورغم هذه الطلبات، فإن المحكمة لم تتخذ قرارا نهائيا بخصوصها حتى الآن.
من جهة أخرى، تستمر التحقيقات مع عدد من المتورطين الآخرين،.. حيث أمرت الشرطة القضائية بتعميق البحث في بعض الجوانب المرتبطة بالقضية. وتواصل النيابة العامة تقديم معلومات جديدة للرأي العام بخصوص تطورات القضية في إطار الحق في الوصول إلى المعلومة،.. مع التأكيد على احترام قرينة البراءة للمتهمين حتى صدور الحكم النهائي.