في تطور قضائي مهم، بدأ القضاء الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي محاكمة ستة جزائريين يواجهون تهما متنوعة، بما في ذلك تهم الاتجار في البشر وتجارة المخدرات. ويرتبط هؤلاء الأفراد بتأسيس عصابة استندت في أعمالها إلى تجنيد أطفال مغاربة وتوريطهم في إدمان مخدرات خطيرة، بهدف تسهيل “استخدامهم” في أعمال سرقة، وفقا لوصف النيابة العامة الفرنسية.
يشار إلى أن المتهمين، البالغ عددهم 6 ويحملون الجنسية الجزائرية، يتراوح أعمارهم بين 23 و30 سنة. كانوا يستهدفون الأطفال المغاربة غير المصحوبين بذويهم الذين وصلوا إلى فرنسا بشكل غير نظامي. قاموا بتحريض هؤلاء الأطفال على تعاطي المخدرات قبل توريطهم في عمليات السرقة، وتم استهداف 12 قاصرا كضحايا لهم.
وتواجه هذه العصابة الجزائرية تهما بالإتجار في البشر وتجارة المخدرات وحيازتها، بالإضافة إلى حيازة أشياء مسروقة. وجميعهم يتم متابعتهم حاليا في حالة اعتقال، بينما يتم محاكمة شخص سابع في حالة سراح بتهم تتعلق بتجارة المخدرات وحيازتها وحيازة المسروقات دون الاتجار في البشر.
كان من المقرر أن تنطلق المحاكمة في دجنبر الماضي، ولكن تم تأجيلها بسبب خطأ في الإجراءات. ولم يحضر الأطفال المغاربة في جلسة المحاكمة خوفا من تعرضهم لـ”أعمال انتقامية”. في الوقت نفسه، حضرت مسؤولة مختصة عنهم بجانب محاميهم، ومن المتوقع عرض شهادة أحدهم عبر الفيديو، إلى جانب صور توثق لحظة اعتقالهم بتهمة السرقة.
كيف تمكن الجناة الجزائريين من تجنيد الأطفال؟
شهدت جلسة المحكمة الأولى في قضية عصابة الاتجار بالأطفال في باريس تصريحات صادمة من قاضية الجلسة،.. حيث أكدت أن القاصرين الذين تعاونوا مع العصابة كانوا يشاركون جميعهم في مسار مشترك يمتد إلى خطورة الإدمان على المخدرات. وأضافت أنه من المعقد فهم حقيقة أنهم لا يزالون على قيد الحياة، مشيرة إلى الأنواع القوية من المخدرات التي كانوا يتعاونون في استهلاكها.
تشير التفاصيل إلى أن العصابة استفادت من حالة التشرد التي كان يعيشها القاصرين في باريس،.. حيث قاموا بتقديم المخدرات لهم مجانًا في البداية، قبل أن يضطروهم للمشاركة في أعمال إجرامية.
ونقلت القاضية خلال الجلسة شهادة أحد الأطفال الذي قيل له أن تناول المخدرات سيكون “مفيدا له”. وكشف آخر أنه تناول المخدرات ظنا منه أنها أودوية، ومن ثم تم إجبارهم على ارتكاب جرائم السرقة أو التعرض للضرب. وأشارت القاضية إلى أنه تم تقديم المخدرات والسجائر لهم مقابل المسروقات.
يشار إلى أن النيابة العامة في باريس قد كشفت في أكتوبر الماضي عن أعمار الضحايا الذين تتراوح بين 8 و16 سنة. وأوضحت أن العصابة الجزائرية قدمت لهم مخدر “ريفوتريل” مجانا،.. بهدف تسهيل توجيههم للقيام بأعمال سرقة، وخاصة السياح الفرنسيين والأجانب الذين يزورون باريس.