في عملية أمنية محكمة بمدينة الجزيرة الخضراء بإقليم قادس، أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن استرجاع 22 سيارة من أصناف متوسطة وفاخرة، كانت قد سرقت في وقت سابق، وذلك على هامش تشديد المراقبة خلال عملية “مرحبا 2025”. العملية الأمنية، التي شملت تدخلات مكثفة داخل المدينة والنقطة الحدودية البحرية بميناء الجزيرة الخضراء، أسفرت عن كشف عدة محاولات لنقل السيارات المسروقة بطريقة غير قانونية نحو المغرب، حيث تم حجز تسع مركبات عند الحدود، يعتقد أنها كانت موجهة لإعادة توزيعها من قبل شبكات إجرامية نحو دول إفريقية.
وأوضحت الشرطة في بلاغ رسمي أن الشبكات الإجرامية لم تكتف بالسرقة فحسب، بل لجأت إلى تزوير الوثائق وإدخال تغييرات احتيالية على ملكية السيارات، في محاولة لإخفاء هوية أصحابها الحقيقيين. وأشارت المصادر الأمنية إلى أن شركات الكراء كانت من أبرز المتضررين، إذ غالبا ما كانت غير واعية بمكان وجود مركباتها المسروقة، ما جعلها عرضة للاستغلال من قبل العصابات المنظمة.
ولا يقتصر الأمر على التلاعب بالوثائق، بل إن التحقيقات كشفت أن بعض هذه السيارات استخدمت لدعم عمليات تهريب المخدرات وتزويد الزوارق السريعة بالوقود، خصوصا تلك الشاحنات الصغيرة والسيارات الرباعية الدفع ذات القوة الكبيرة، ما يعكس خطورة هذا النشاط الإجرامي على الأمن العام.
وأثمرت العملية عن توقيف 11 شخصا يشتبه في تورطهم المباشر في سرقة السيارات، بالإضافة إلى اعتقالات أخرى استهدفت أفرادا حاولوا التلاعب بالوثائق للتحايل على القوانين الجبائية والمرورية، وهو ما يعكس جدية السلطات الإسبانية في مواجهة الشبكات المنظمة.