انطلقت أشغال ندوة فكرية دولية، نظمتها “هيئة الدار البيضاء للتمويل” يوم 15 أبريل 2025 بمقر مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، بالشراكة مع مركز التنمية التابع لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCDE)، تحت شعار: “ديناميات التنمية في إفريقيا: المهارات، التشغيل والإنتاجية”. الحدث يأتي في سياق سعي متواصل لفهم أعمق لأهمية مواءمة التكوين المهني مع متطلبات سوق العمل الإفريقي المتحوّل.
في كلمته الافتتاحية، شدد عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، على أن التنمية الترابية تظل رهينة بقدرة الجهات على خلق منظومات تكوينية تتكامل مع سياسات الدولة. وأكد أن تعزيز التعاون اللامركزي سيسهم في سد الهوة بين العرض التكويني والحاجيات الفعلية للاقتصاد المحلي.
من جهته، قدم سعيد إبراهيم، المدير العام لـCFC Authority، مداخلته مركزا على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتوجيه التكوينات نحو قطاعات واعدة، وعلى ضرورة تسهيل تنقل الكفاءات داخل القارة. وأبرز أن مجتمع CFC، الذي يضم أكثر من 70 جنسية، يعكس انفتاح الدار البيضاء كمركز مالي إقليمي يدعم تناقل المهارات والخبرات.
مشاركة وازنة لوزير التجهيز والماء ومديرة مركز التنمية بمنظمة OCDE
الندوة عرفت مشاركة وزير التجهيز والماء، نزار بركة، الذي استعرض جهود المغرب في محاربة الهدر المدرسي وتطوير التكوين المهني في مجالات استراتيجية مثل التحلية، الطاقات المتجددة والتحول الرقمي. وشدد على ضرورة تحويل الدينامية الديمغرافية الإفريقية إلى رافعة للإنتاجية والتشغيل.
وفي كلمة وازنة، أكدت راغنهيدر إلِن آرنادوتير، مديرة مركز التنمية بمنظمة OCDE، أن عدد الشباب الأفارقة الحاصلين على تعليم ثانوي أو أعلى سيرتفع من 103 إلى 240 مليونا بحلول 2040، مما يفرض الحاجة الماسة إلى إصلاحات تكوينية تؤمن إدماجا مهنيا ناجعا.
بدوره، استعرض آرثر مينسات، رئيس وحدة إفريقيا والشرق الأوسط بـOCDE، خلاصات التقرير الإفريقي لعام 2024، مبرزا ضرورة تحسين المعطيات الإحصائية، ومواءمة مناهج التكوين مع المعايير الدولية، وتقوية الكفاءات الريادية، وتوسيع الاستثمار في التعليم التقني والمهني.
واختتمت الندوة بجلسة نقاش رفيعة المستوى جمعت بين خالد بدو من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، وخافيير دياز كاسو من البنك الدولي، وبدر الشفاري من مجموعة BCG، الذين قدموا تصورات عملية لتحرير طاقات القارة الإفريقية، كل حسب تخصصه.