أشعلت وسائل إعلام جزائرية مقربة من “قصر المرادية” ومجموعة من الحسابات الجزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي، ضجة كبيرة بعد تداول خبر زائف يزعم مشاركة 4000 جندي من المغرب إلى جانب إسرائيل في حرب غزة. وزعم أن هذه المشاركة تأتي في إطار “اتفاق للدفاع المشترك بين البلدين”، مستندة إلى ما وصفته بمصدر من شبكة الجزيرة القطرية وصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
هذا الادعاء تم دحضه بسرعة من قبل منصة “مسبار”، المتخصصة في مكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة،.. والتي أكدت أن خبر مشاركة الجيش المغربي في الصراع في الشرق الأوسط هو خبر مفبرك.. ولم ينشر لا على الجزيرة ولا على الصحيفة الإسرائيلية المذكورة.
من جانبه، أشار الناشط السياسي الجزائري شوقي بن زهرة،.. إلى أن “هذا الخبر المزيف حول مشاركة المغرب في حرب غزة تم تداوله في البداية من قبل حسابات موالية للنظام قبل أن تتبناه وسائل الإعلام شبه الرسمية”. وأضاف بن زهرة، أن “النظام الجزائري يستخدم مثل هذه الروايات الكاذبة في محاولة لتشتيت انتباه الشعب عن السخط المتزايد تجاه سياساته الداخلية”.
وأكد بن زهرة أن “الجزائر تشعر بحرج كبير في محيطها الإقليمي والعربي بسبب عجز موقفها تجاه فلسطين،.. في حين أن من تسميهم بالمطبعين هم الذين ساعدوا الشعب الفلسطيني”. وأوضح أن “الترويج لمثل هذه الاتهامات هو محاولة لتأليب الرأي العام المغربي ضد قيادته وزعزعة استقرار الرباط.. من خلال نشر معلومات كاذبة عن اتفاق دفاع مشترك بين المغرب وإسرائيل”.
من جهته، قال محمد عطيف، الباحث في العلاقات الدولية والقانون الدولي،.. إن “الجزائر وإعلامها التابع معروفان بترويج الأكاذيب كلما اشتد الخناق الدبلوماسي أو الاقتصادي عليها”. وأكد عطيف أن “الشعب المغربي يعي جيدا طبيعة وأهداف هذه الأكاذيب التي تعكس إفلاس الخطاب السياسي في الجزائر”.
وأشار عطيف إلى أن “الجزائر تلجأ إلى هذه الأساليب كلما فشلت في مجابهة المغرب على الساحة الدولية،.. سواء في قضية الصحراء أو في موقفه تجاه القضية الفلسطينية”. وأضاف أن “الترويج لهذه الشائعات ليس سوى محاولة يائسة للمزايدة على موقف الرباط وموقف الشعب المغربي”.