بادرت شركة “كازا أميناجمو” إلى إطلاق مشروع ضخم يهدف إلى إغناء المشهد الثقافي بمدينة الدار البيضاء، وذلك من خلال تشييد مجمع ثقافي متكامل بمنطقة سيدي عثمان، التابعة لتراب عمالة مولاي رشيد، في خطوة تروم خلق فضاء مفتوح أمام الساكنة لولوج الفنون والمعرفة في بيئة تراعي التنوع والتكامل.
وتفعيلا لهذا التوجه، أعلنت الشركة عن مسابقة معمارية من أجل اختيار التصميم الأنسب للمشروع، الذي رصد له غلاف مالي يفوق 23 مليون درهم. ويروم المجمع الجديد الاستجابة لعدة رهانات استراتيجية، أبرزها تعزيز التربية، تقوية قيم المواطنة، ترسيخ التماسك الاجتماعي، إلى جانب دعم التنمية الثقافية والاقتصادية بالمنطقة.
ويتكون المشروع من أربع وحدات رئيسية:
- مسرح متعدد الوظائف على مساحة 590 مترا مربعا، يتسع لـ600 مقعد،.. مخصص للعروض المسرحية والفنية، الندوات، النقاشات الفكرية، وأمسيات فنية متنوعة. وسيضم المسرح قاعة عرض، منصة، كواليس، مخازن للديكور، فضاء للأزياء والتجميل، قاعات تحكم، وأروقة استقبال، بالإضافة إلى مرافق تقنية وصحية متكاملة.
- معهد موسيقى ورقص يضم ثلاث قاعات متخصصة للدروس والتدريب، إلى جانب ستوديو تسجيل احترافي،.. وقاعة استقبال واستراحة، يهدف إلى اكتشاف المواهب وصقلها وتشجيعها على الإبداع.
- مكتبة وسائطية حديثة تتيح ولوجا متنوعا إلى مصادر معرفية غنية تشمل كتبا في مختلف التخصصات،.. وثائقيات، أفلاما ووسائط تفاعلية. وستجهز بقاعات قراءة، وأخرى مخصصة للأنشطة الرقمية والتعليم التفاعلي.
- إدارة مركزية تشرف على تدبير مختلف أقسام المجمع وضمان التنسيق بين مختلف الأنشطة والخدمات المقدمة.
ووفق ما ورد في الوثائق التقنية، فإن المشروع لا يقتصر فقط على تأثيث الفضاء الثقافي،.. بل يسعى أيضا إلى خلق دينامية اجتماعية واقتصادية من خلال توفير فرص للتكوين،.. وإعادة ربط الشباب بمحيطهم عبر الثقافة والفن.
وينتظر أن يشكل هذا المجمع قفزة نوعية في مجال البنية التحتية الثقافية بالدار البيضاء،.. خاصة في المناطق التي كانت تعاني من ضعف العرض الثقافي،.. في أفق جعل المدينة قطبا حضريا متكاملا يراهن على الثقافة كرافعة للتنمية الشاملة.