الأكثر مشاهدة

الدار البيضاء تحتضن أول مصنع لإنتاج المدرعات العسكرية بالمغرب

انطلقت دينامية جديدة في التعاون العسكري بين المغرب والهند، توجت باتفاق طموح يشمل تصدير وتصنيع المدرعة القتالية المتطورة “WhAP” داخل التراب المغربي، في مشروع يهدف إلى تعزيز قدرات القوات المسلحة الملكية وتمهيد الطريق لتحول صناعي دفاعي ذي بعد إقليمي.

فالاتفاق المعلن أواخر سنة 2024 ينص على تزويد المغرب بـ150 وحدة من مدرعة “WhAP” ذات العجلات 8×8 من صنع شركة “Tata Advanced Systems”، إلى جانب إنشاء مصنع بمدينة الدار البيضاء لتجميع المركبات محليا تحت إشراف فرع مغربي جديد يحمل اسم “TASM”. وفي أفق السنوات القادمة، يطمح الطرفان إلى تصنيع أكثر من 400 وحدة بمستويات إدماج محلي تتراوح بين 35 و50 بالمائة.

هذا المشروع المشترك، المطور بتعاون وثيق مع منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO)، يمثل بداية لتوحيد الأسطول المغربي من المدرعات، مع تطوير نسخ متعددة الوظائف تغني عن الاعتماد على ترسانة متنوعة من عربات قتالية تقليدية، مثل AMX10RC، وSK105، وVAB، وAML، وRATEL.

- Ad -

مدرعة “WhAP”، التي يتراوح وزنها بين 20 و27 طنا حسب النسخة، تم تصميمها بهيكل مرن يسمح بتعديلها حسب طبيعة المهام. فهي قادرة على خوض عمليات برمائية، وتتميز بمحرك ديزل من نوع “Cummins” بقوة 600 حصان، مما يمنحها قدرة عالية على الحركة في تضاريس متنوعة، مدعومة بدرع متطور لمواجهة الأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة، مع خيارات إضافية لأنظمة الحماية النشطة.

نسخ متنوعة حسب الحاجة الميدانية

بحسب الخبير العسكري المغربي عبد الحميد الحريفي، فإن “اختيار المغرب للمدرعة WhAP لم يكن صدفة،.. بل قرار استراتيجي هدفه تقليص تعدد النماذج وتسهيل الدعم اللوجستيكي والصيانة”. ومن أبرز النسخ التي سيتم تطويرها:

  • WhAP 12.7 مم أو 30 مم: لنقل الجنود وتقديم الدعم الناري، لتعويض المدرعات القديمة من نوع VAB VTT.
  • WhAP بمدفع 105 أو 120 مم: تؤدي وظيفة دبابة خفيفة أو صائدة دبابات، بقدرات مشابهة للدبابات الثقيلة ولكن بتكلفة تشغيل أقل، مخصصة للعمليات في الجنوب.
  • WhAP بقذائف هاون: لتحل محل وحدات مثل VAB VTM وM113، وتوفير دعم ناري مباشر للوحدات البرية.
  • WhAP كمركز قيادة متحرك: بديلا للأنظمة القديمة مثل VAB وM577، لتنسيق العمليات من الخطوط الأمامية.
  • WhAP للإخلاء الطبي: عربة إسعاف مدرعة في سيناريوهات القتال الكثيف، تعوض المركبات الطبية القديمة.

الرهان المغربي لا يقتصر على تحديث العتاد العسكري،.. بل يتعداه إلى وضع المملكة في مصاف الدول الإفريقية القادرة على تصنيع وتصدير المعدات الدفاعية. فالمصنع المرتقب بالدار البيضاء لن يكون مجرد وحدة للتجميع،.. بل بوابة لصناعة استراتيجية طموحة قادرة على التوسع نحو أسواق القارة.

وختاما، يرى الخبراء أن هذا التوجه يفتح أمام المغرب آفاقا جديدة في مسار السيادة الدفاعية،.. بتقليص الاعتماد على الخارج، وتطوير صناعة عسكرية قائمة على المعرفة والابتكار،.. في وقت تتجه فيه التحديات الأمنية نحو المزيد من التعقيد.

مقالات ذات صلة