في مشهد غير مألوف داخل مطار مراكش المنارة الدولي، تحولت إجراءات تفتيش روتينية إلى واقعة أثارت جدلا واسعا، بعدما فقد مسافر جزائري يحمل الجنسية الفرنسية أعصابه ووجه سيلا من العبارات النابية والمسيئة في حق عناصر الأمن المغربي. الواقعة وقعت حين خضع الموقوف لإجراءات التفتيش المعتادة التي تطبق على جميع الوافدين، غير أنه قابلها برفض وانفعال شديدين، انتهيا بتلفظه بكلمات حاطة من الكرامة، ما جعل تصرفه يدخل في خانة جريمة السب والقذف.
عناصر شرطة الحدود لم تتهاون مع الحادث، إذ جرى توقيف المسافر في حالة تلبس، ليحال مباشرة على الدائرة الأمنية بالمطار، قبل أن ينقل إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش من أجل استكمال التحقيق.
وبتعليمات من النيابة العامة، تم فتح بحث قضائي شامل، تخللته جلسات استماع وإنجاز محاضر رسمية حول ملابسات الحادث. وبعد انتهاء فترة الحراسة النظرية الأولى، عرض الموقوف صباح الأحد على أنظار النيابة العامة، التي قررت تمديد فترة الحراسة وتعميق البحث معه للكشف عن تفاصيل إضافية، في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية النهائية بحقه.
الحادثة تعكس صرامة السلطات الأمنية المغربية في التعامل مع أي سلوك مسيء يمس بكرامة عناصرها أو يعرّض النظام العام داخل المؤسسات الحساسة للخطر، خصوصا في المطارات الدولية التي تمثل واجهة البلاد أمام العالم.