شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن هذا الأسبوع حدثا عسكريا بارزا، تمثل في زيارة الجنرال محمد كديح، مفتش القوات الملكية الجوية المغربية، مرفوقا بالجنرال مومن، قائد المكتب الرابع المكلف بالصفقات والعتاد، إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى من سلاح الجو المغربي. الوفد المغربي عقد لقاءات رفيعة مع نظيره الأمريكي، الجنرال ديفيد أولفين، رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، في إطار مشاورات وصفت بالاستراتيجية.
المسؤولون الأمريكيون عبروا خلال اللقاء عن تقديرهم العميق للشراكة التاريخية مع المغرب، معتبرين المملكة شريكا محوريا في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وتأتي هذه الزيارة لتؤكد متانة العلاقات الدفاعية بين البلدين، إذ تمثل أعلى مستوى من التواصل العسكري بين القوات الجوية منذ عام 2019، حين تبع لقاء مماثل توقيع صفقات كبرى مثل مروحيات هجومية أباتشي ومقاتلات أف16 بلوك70/72.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تتجاوز الطابع البروتوكولي التقليدي، لتشير إلى إرادة مشتركة في رفع التعاون إلى مستويات غير مسبوقة تشمل مجالات التسليح، التدريب، والتنسيق العملياتي. كما تؤكد أن المغرب ماض في تنفيذ استراتيجيته لتحديث قواته الجوية وتطوير قدراته الدفاعية عبر شراكات نوعية مع الولايات المتحدة.
التقديرات غير الرسمية تذهب إلى احتمال أن تكون المباحثات قد فتحت الباب أمام صفقات متقدمة، وربما محادثات حول مقاتلات من طراز F-35، ومروحيات نقل عسكري من طراز شينوك وبلاك هوك، بالنظر إلى حجم التمثيل المغربي الرفيع وأهمية اللقاء مع أعلى قيادة في القوات الجوية الأمريكية.
هذه الزيارة تحمل في طياتها إشارات واضحة إلى أن الرباط تعمل على ترسيخ موقعها كفاعل إقليمي وازن في الدفاع والأمن، معتمدة على شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع حلفاء دوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، لمواجهة تحديات أمنية متغيرة وضمان توازن استراتيجي في المنطقة.