يسعى المغرب لتعزيز قدراته الجوية عبر اقتناء المقاتلة الشبحية الأمريكية F-35، وهي من الجيل الخامس وتتميز بتقنيات متطورة تتيح تنفيذ مهام هجومية واستطلاعية متقدمة. هذه الخطوة، إذا تحققت، قد تعزز بشكل كبير من تفوق المملكة في المنطقة، لكنها في المقابل تثير قلق الجارة الشمالية، إسبانيا.
F-35 للمغرب في مواجة “سو-57” الجزائرية؟
بحسب تقرير إسباني حديث، يتابع المسؤولون في مدريد بقلق توجه المغرب نحو اقتناء هذه الطائرات المتطورة، خاصة في ظل المنافسة الإقليمية مع الجزائر. ويشير التقرير إلى أن الرباط تسعى جاهدة لمواكبة الجيل الجديد من المقاتلات الروسية “سو-57” التي تعمل الجزائر على اقتنائها. ومع ذلك، يرى التقرير أن الصفقة لم تحصل بعد على الموافقة الرسمية من واشنطن، مما يعكس حساسية الموضوع سياسيا واستراتيجيا.
رغم الاهتمام المغربي بالطائرة F-35، إلا أن تكلفتها المرتفعة تعد عائقا رئيسيا، حيث يمكن أن تؤثر على التوازن المالي المخصص للتسلح العسكري. ويؤكد خبراء عسكريون أن هذه المقاتلة تمثل قفزة نوعية مقارنة بمقاتلات F-16 التي تشكل العمود الفقري لسلاح الجو المغربي حاليا.
إقرأ أيضا: هل تعاقد المغرب على 131 طائرة أف16 أمريكية؟ حقيقة ما وراء الصفقة العسكرية الضخمة
إذا نجح المغرب في الحصول على هذه الطائرات، فسيحقق تفوقا نوعيا في المنطقة،.. خاصة أن إسبانيا تعتمد على مقاتلات من الجيل الرابع مثل Eurofighter وEF-18M Hornet،.. والتي تفتقر إلى قدرات التخفي التي تتميز بها طائرة F-35. كما أنها تتفوق كثيرا تكنولوجيا على آخر جيل من المقاتلات الروسية “سو-57” التي تسعى الجارة الشرقية للتعاقد عليها بعد 2027. هذا التفوق حسب خبراء سيعزز من قدرة المغرب على الردع في مواجهة الجزائر، التي تعد منافسه الإقليمي الرئيسي، كما سيعزز دوره في تأمين استقرار شمال إفريقيا.
ويعتمد إتمام هذه الصفقة بشكل كبير على المفاوضات مع الولايات المتحدة،.. حيث أن الحصول على مثل هذه الطائرات يتطلب موافقة سياسية صارمة،.. خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تستغرق وقتا طويلا قبل أن تتحول إلى واقع. يشير محللون إلى أن هذه التحركات تعكس طموح المغرب لتحديث جيشه ومواكبة التحديات الأمنية المتزايدة،.. مع تعزيز موقعه كقوة إقليمية.