في خطوة حثيثة لمواجهة التحديات الناجمة عن تراجع كميات الأمطار والجفاف المتفاقم في الفترة ما بين 2018 و2023، وجه وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، دورية عاجلة إلى الولاة والعمال في مختلف المناطق والأقاليم.
وفي سياق هذه الدورية، دعا الوزير إلى اتخاذ إجراءات فورية وتدابير استباقية للتصدي لتداول الجفاف الذي يعاني منه بلدنا. وتأتي هذه الخطوة في ظل انخفاض ملحوظ في تدفق المياه إلى السدود.
وفي إطار هذه الجهود، وجهت وزارة الداخلية دعوة للولاة والعمال لعقد اجتماعات دورية خلال الأسبوع الأول من كل شهر مع موزعي المياه، بهدف وضع خريطة محينة تحدد استهلاك المياه لكل دوار أو حي. ويهدف هذا الإجراء إلى تحديد الاستهلاك اليومي للمياه لكل مواطن.
وتعتزم الدوريات الرقابية تكثيف حملات التوعية حول أهمية ترشيد استهلاك الماء،.. وذلك من خلال تشجيع مشاركة فعاليات المجتمع المدني. كما سيتم اتخاذ إجراءات ملموسة، مثل تقليل حجم الصبيب وقطع التزود بالمياه في فترات معينة، بهدف تحقيق أقصى درجات الكفاءة في استهلاك المياه.
وتوجهت التعليمات أيضا إلى ضرورة التصدي لأي أشكال من أشكال استنزاف الموارد المائية،.. من خلال البحث عن التسربات في قنوات الربط والتوزيع. كما تشدد الدوريات الرقابية على متابعة ومكافحة جميع حالات الاستغلال غير القانوني للموارد المائية، مثل الربط العشوائي.
الجفاف يفرض “التقشف” في المياه
وفقا للتقرير الصادر عن وزير الداخلية، تم اتخاذ قرار بمنع الاستخدامات المختلفة للمياه،.. ويشمل ذلك منع سقي المناطق الخضراء والحدائق العامة،.. وتنظيف الطرق والمساحات العامة باستخدام المياه. كما تم فرض قيود على ملء المسابح العامة والخاصة أكثر من مرة في السنة،.. بالإضافة إلى منع تربية الأحياء المائية دون استشارة مصالح وزارة الفلاحة.
ودعا وزير الداخلية الولاة والعمال إلى التنسيق مع الجهات الخارجية ذات الصلة لدراسة إمكانية اتخاذ إجراءات بديلة بهدف تقليل تأثير النقص المائي على المواطنين والأنشطة الاقتصادية. وشجع على إعادة تفعيل اللجان الجهوية المسؤولة عن متابعة البرنامج الوطني لتوفير المياه الصالحة للشرب ومياه الري، مع التسريع في تنفيذ المشاريع المتعلقة بها.
وفي إطار الإجراءات الإضافية، أوصت التوجيهات الرئيسية للوزارات بإعداد برنامج لإعادة تدوير ومعالجة المياه العادمة من قبل السلطات المحلية وشركائها. كما دُعيت إلى توفير المياه الصالحة للشرب للمناطق التي تعاني من نقص في المياه عبر استخدام شاحنات صهريجية، بالإضافة إلى إعداد نقاط مائية مخصصة لتوفير المياه لقطعان الماشية في المناطق المتأثرة.