الأكثر مشاهدة

خط أنابيب عملاق.. مكتب الفوسفاط يؤمن مستقبل الإنتاج بمياه التحلية

بدأ المكتب الشريف للفوسفاط، خلال العامين الأخيرين، كتابة فصل جديد من تاريخه الصناعي، بعد أن قرر التوقف كليا عن استخدام المياه التقليدية في وحداته الإنتاجية بالجرف الأصفر وآسفي، ليعتمد بنسبة 100% على المياه غير التقليدية، في سابقة على الصعيد الوطني.

هذا التحول غير المسبوق تم بفضل تشغيل محطات تحلية المياه التي شيدتها المجموعة بكل من الجرف الأصفر وآسفي، كجزء من رؤية بيئية موسعة تستهدف إنتاج 600 مليون متر مكعب سنويا من المياه غير التقليدية بحلول سنة 2027. وبهذه الخطوة، باتت OCP نموذجا في التحول البيئي العميق الذي يطال الصناعات الثقيلة.

أحمد الزنبر، المدير العام لفرع OCP Green Water، أوضح خلال مشاركته في الدورة الثالثة من المنتدى الدولي للكيمياء، أن أهداف هذه المشاريع تتوزع على ثلاث جبهات:

- Ad -
  • تحقيق استقلالية مائية كاملة للمجموعة الصناعية عبر التحلية وإعادة استخدام المياه العادمة؛
  • دعم تزويد مناطق أنشطة OCP بمياه الشرب المحلاة؛
  • وتوفير مياه الري لمشاريع زراعية متقدمة تقودها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات عبر شركتي Aradinov وInnovX.

خط استراتيجي يربط جرف الأصفر بخريبكة


من بين الأوراش الكبرى الجارية حاليا، يبرز المشروع العملاق لربط محطة التحلية بالجرف الأصفر بموقع خريبكة الحيوي، عبر أنبوب مائي يمتد على 219 كيلومترا، بقدرة ضخ تصل إلى 80 مليون متر مكعب سنويا. ومن المرتقب أن يدخل هذا الخط الخدمة في أفق يونيو 2025.

خريبكة التي أنتجت وحدها 28.2 مليون طن من الفوسفاط سنة 2024، تمثل 79% من إنتاج المجموعة،.. ما يجعل ضمان تدفق الماء إليها بمصدر مستدام أولوية استراتيجية لتقليص الأثر البيئي وتعزيز تنافسية الإنتاج.

وليس خريبكة وحدها في المعادلة. فمنذ مارس 2026،.. ستبدأ محطة معالجة المياه العادمة بمراكش في تزويد موقعي اليوسفية وبنجرير بالمياه المعالجة،.. مع ربطها كذلك بالمشروع المستقبلي “Mzinda Phosphate Hub”.

تكامل محلي وصناعة وطنية ناشئة
في هذا السياق، كشف زنبر أن نسبة الإدماج المحلي في مشاريع OCP Green Water تراوحت حاليا بين 60% و70%،.. حيث يتم التصميم والتنفيذ عبر مقاولات مغربية، باستثناء بعض المعدات عالية التقنية مثل مضخات الضغط العالي وأنظمة استرجاع الطاقة، التي لا تنتجها سوى حفنة من الشركات العالمية.

ومع ذلك، تعمل المجموعة، بشراكة مع InnovX وجامعة محمد السادس،.. على تطوير بدائل محلية لهذه المكونات، في أفق بلوغ نسبة إدماج تقارب 80% خلال السنوات المقبلة.

نحو تقليص الكلفة وتأمين الاستدامة
ضمن التوجه ذاته، يجري تطوير منتجات كيماوية جديدة أقل تكلفة وأكثر ملاءمة للبيئة،.. بهدف استخدامها في عمليات التحلية، وذلك بالتعاون مع مؤسسات البحث العلمي والشركات الناشئة.

بكلمات أخرى، يراهن المكتب الشريف للفوسفاط ليس فقط على تأمين حاجياته المائية،.. بل على هندسة نموذج مغربي في تحلية المياه، يمزج بين الابتكار المحلي والمسؤولية البيئية،.. ويعيد رسم علاقة الصناعة بالماء في زمن الشح المائي.

مقالات ذات صلة