تواصل مدينة مكناس الإمبراطورية العمل على ترميم وتجديد جدرانها التاريخية، وذلك في إطار برنامج شامل لإعادة تأهيل المدينة القديمة. تم إطلاق العديد من المشاريع الضخمة هذا الأسبوع، التي تستلزم استثمارات تقدر بحوالي 20 مليون درهم، بهدف استعادة الرونق والجمال لهذه الجدران الرمزية التي تمتد على مسافة 40 كيلومترا.
تعتبر عمليات ترميم الأسوار التاريخية لمكناس من أهم مراحل برنامج إعادة التأهيل الشامل للمدينة. وقد شهدت المدينة مؤخرا إطلاق العديد من المشاريع الكبرى التي تهدف إلى إعادة الحيوية والرونق لهذه الأسوار الرمزية، التي تعتبر من أبرز معالم التاريخ العمراني في المدينة القديمة، حسبما أكد مسؤولون في مكناس.
من بين المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها هذا الأسبوع، تشمل المرحلة الثانية من أعمال الترميم في قسم باب القدير – برج كبيش، والتي تتوقع أن تستلزم تكلفة تقدر بنحو 9 ملايين درهم. كما تشمل المشاريع ترميم قسم باب البرادين – باب تيزيمي الصغيرة، بطول 521 مترا، بتكلفة مقدرة تبلغ 8 ملايين درهم. وسيتم أيضا ترميم ساحة المشور، بتكلفة مقدرة بـ 3.1 مليون درهم، خاصة الجزء المتعلق ببرج العودات.
“800 مليون درهم”: برنامج شامل لتطوير مكناس
تتضمن هذه المشاريع عمليات متعددة تشمل تركيب البنية التحتية للموقع والتدعيم، بالإضافة إلى عمليات الهدم والتجريد اللازمة. كما ستتضمن الأعمال حفريات أثرية واسعة النطاق للحفاظ على السلامة التاريخية للموقع،.. بالإضافة إلى العمل على تحسين الصرف الصحي وتصريف المياه.
تتميز مدينة مكناس بأسوارها الدفاعية الضخمة، التي تمثل بقايا عهد السلطان مولاي إسماعيل في القرنين السابع عشر والثامن عشر. تحيط هذه الأسوار بالمدينة القديمة على مسافة تقدر بنحو 40 كيلومترا، وتعتبر من أبرز المعالم التاريخية في المنطقة. تم إنشاء هذه التحصينات الضخمة لحماية المدينة وتوفير دفاعات فعالة في ثلاثة خطوط متتالية، تمثلت في إيقاف الفرسان ومنع المشاة وتقديم حماية قصوى ضد المهاجمين.
تأتي هذه المشاريع في إطار برنامج شامل لإعادة تأهيل وتطوير مدينة مكناس، والذي يمثل استثمارا هاما بقيمة 800 مليون درهم. تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة،.. وتحسين الإمكانيات التراثية والثقافية في قلب المدينة القديمة، لتوفير تجربة فريدة للزوار والمواطنين على حد سواء.