في مشهد غير معتاد داخل جماعة أولاد عزوز التابعة لإقليم النواصر، تحول الحديث عن الكلاب والقطط الضالة من نقاش حول الإبادة، إلى قرار رسمي بإطلاق مشروع يعيد لها الاعتبار. مشروع إقليمي غير مسبوق سيقام على مساحة 2 هكتار، مخصص بالكامل للعناية بالحيوانات التي اعتادت العيش في الظل، مطاردة، مهملة، بل وأحيانا مهددة بالإعدام.
رصدت السلطات ميزانية ضخمة لبناء هذا المركز، بلغت قيمتها الإجمالية ملياري سنتيم. خمسة جماعات محلية ستسهم بـ500 مليون سنتيم، فيما ستمول وزارة الداخلية الجزء الأكبر من المشروع، بمبلغ يصل إلى مليار ونصف سنتيم.
المصادقة على المشروع من طرف مجلس جماعة أولاد عزوز جاءت في توقيت حساس، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية بشأن طريقة تعامل بعض المدن المغربية مع الحيوانات الضالة، قبل احتضان البلاد لكأس العالم 2030. الرسالة اليوم واضحة: لا مجال للإعدامات الجماعية، بل العناية والرعاية والبعد الإنساني.
المركز الجديد من المتوقع أن يرى النور قبل نهاية سنة 2025، وسيخصص لاستقبال الكلاب والقطط والحيوانات الأخرى التي تعيش في الشوارع، ضمن مقاربة تنموية تعيد لهذه الكائنات حياتها وكرامتها.
المشروع ليس معزولا عن استراتيجية أكبر، فقد سبق لجماعة أولاد عزوز أن اقتنت 15 هكتارا من الأملاك المخزنية بغرض إقامة سلسلة من المشاريع المهيكلة، من بينها المحجز الجماعي، مستودع بلدي، محطة للوقوف، ملعب كبير، وملاعب للقرب. لكن يبقى مركز رعاية الحيوانات الضالة هو المشروع الأبرز والأكثر دلالة من الناحية الرمزية والإنسانية.
في زمن تتغير فيه نظرة الدول إلى الحيوان باعتباره كائنا شريكا في الفضاء العمومي، يضع هذا المشروع المغرب في مسار جديد، أكثر وعيا، وأقرب إلى المعايير الأخلاقية العالمية، بعيدا عن الصور النمطية والإشاعات التي سوقت لعمليات إبادة جماعية مفترضة.