شهد قطاع الصحة بالمغرب هذا الأسبوع موجة استياء واسعة، بعد تسجيل حالتين من الاعتداءات الجسدية واللفظية استهدفت مهنيي الصحة أثناء تأدية واجبهم. الحادث الأول وقع بمستشفى المحاميد في مراكش، حيث تعرضت ممرضة بمصلحة الأمومة لاعتداء لفظي ونفسي من طرف زوج إحدى الوافدات على القسم، بعدما طلبت منه احترام الإجراءات الطبية المعمول بها. النقابة الوطنية للصحة العمومية (فيدرالية الديمقراطية للشغل) أدانت الواقعة ووصفتها بالسلوك المشين الذي يمس كرامة الأطر الصحية ويهدد السير العادي للعمل، مطالبة بتحقيق عاجل وإجراءات قانونية رادعة.
وفي حادث آخر أكثر عنفا، اهتز المستشفى الجهوي في بني ملال صباح الأربعاء على وقع اعتداء خطير طال طبيبا بالمستعجلات. المعتدي وجه للطبيب ضربة قوية بهاتف نقال على رأسه، ما خلف جرحا غائرا وكدمات بالعنق، إلى جانب وابل من السب والشتم. وأفادت مصادر مطلعة أن الاعتداء وقع أثناء تعامل الطبيب مع مريض في حالة غير طبيعية، قبل أن يتدخل الأمن لتوقيف المعتدي ووضعه رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة.
هذه الأحداث المتتالية أعادت إلى الواجهة النقاش حول هشاشة الحماية الأمنية والقانونية داخل المستشفيات المغربية، وحجم الضغوط التي يواجهها الأطباء والممرضون وسط تزايد شكاوى المواطنين من أعطاب المنظومة الصحية. نقابيون شددوا على أن كرامة الأطر الصحية “خط أحمر”، ملوحين بخوض خطوات نضالية إن لم تتخذ الجهات المعنية إجراءات حاسمة لحماية مهنيي القطاع وضمان سير المرافق الصحية في أجواء آمنة.
ويرى متتبعون أن تفاقم هذه الاعتداءات مرتبط بتنامي حالة الاحتقان الاجتماعي تجاه أعطاب المنظومة الصحية، ما يستدعي معالجة جذرية تشمل تحسين الخدمات، إلى جانب توفير بيئة عمل تحترم الأطر الطبية وتضمن سلامتهم الجسدية والنفسية.