شهدت محكمة لاس بالماس بجزر الكناري تطوراً غير متوقع في قضية أثارت جدلا واسعا منذ يوليوز الماضي، بعدما قرر قاضي التحقيق بالمحكمة رقم 3 يوم الخميس 18 شتنبر 2025 الإفراج عن الشاب المغربي عبد الرفيع ح.، البالغ من العمر 20 سنة، والذي كان متابعا بتهمة محاولة قتل فتاة قاصر عبر إحراقها داخل منزل مهجور بحي “لا إيسليتا”.
وكانت النيابة العامة قد وجهت إلى الشاب تهمًا ثقيلة تتعلق بمحاولة القتل العمد وإلحاق إصابات جسيمة، ليودع السجن في إطار الاعتقال الاحتياطي وبدون كفالة. الحادثة تركت أثرا بالغا بعدما نقلت الضحية، البالغة من العمر 17 سنة، إلى وحدة الحروق بمستشفى “فيرخين ديل روثيو” في إشبيلية، وهي تعاني من حروق خطيرة طالت 95% من جسدها.
لكن مجرى القضية انقلب رأسا على عقب عقب تحسن الحالة الصحية للفتاة، حيث أدلت بشهادة صريحة تؤكد فيها أن عبد الرفيع لم يعتد عليها ولم يشعل النار في جسدها، بل حاول مساعدتها وإنقاذها من ألسنة اللهب. هذه الأقوال دفعت المحكمة إلى إسقاط التهم والإفراج عنه بعد ما يقارب شهرين من السجن.
القضية لم تخل من تعقيدات أخرى، إذ إن عبد الرفيع كان موضوع قرار بالترحيل الفوري إلى المغرب بسبب دخوله التراب الإسباني بطريقة غير نظامية، ما جعل وضعه القانوني أكثر هشاشة.
ورغم قرار المحكمة ببراءته، لا تزال التحقيقات متواصلة لكشف ملابسات اندلاع الحريق الغامض الذي كاد يودي بحياة القاصر، في وقت يتابع فيه الرأي العام المحلي والإسباني تطورات الملف باهتمام بالغ.