الأكثر مشاهدة

من “الأمير الصغير” إلى قصص الأمل.. معرض الطفل بالدار البيضاء يجمع 28 دولة و45 ألف عنوان

شهدت العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، يوم السبت، افتتاح الدورة الثالثة من المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب (SILEJ)، الذي يحتضنه بارك أنفا إلى غاية 16 نونبر الجاري، بمشاركة واسعة من 28 دولة، وبحضور منظمة اليونيسف كضيف شرف لهذه النسخة المميزة.

ويأتي هذا الحدث الثقافي البارز تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، وولاية الجهة، ومجلس جماعة الدار البيضاء. ويعرض المعرض أزيد من 45 ألف عنوان موجه للأطفال واليافعين، تغطي مختلف مجالات الإبداع الأدبي والمعرفي.

وتتميز دورة هذه السنة بحضور رمزي قوي لشخصية “الأمير الصغير”، بطل العمل الخالد للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري، الذي استلهم روايته الشهيرة خلال مروره عبر الصحراء المغربية. وقد خصص جناح خاص لاستكشاف عالم “الأمير الصغير” وما يحمله من قيم إنسانية خالدة، تربط الخيال بالمعرفة.

- Ad -

وفي تصريح له، أكد محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن هذا المعرض يشكل منصة أساسية لترسيخ عادة القراءة في صفوف الأجيال الصاعدة، ولتعزيز حضور الكتاب المغربي داخل المشهدين الثقافي الوطني والدولي.


وأضاف الوزير أن الوزارة تولي أهمية كبرى لنشر ثقافة القراءة منذ الطفولة، لأنها تمثل البوابة الأولى لفهم التاريخ والتراث والهوية المغربية، مشددا على ضرورة تقريب الكتاب من الأسر المغربية عبر دعم الناشرين وتشجيع الإنتاج المحلي.

كما أبرز بنسعيد أن النهوض بقطاع الكتاب مرتبط ارتباطا وثيقا بتطور الصناعات الثقافية والإبداعية، مؤكدا أن كل أشكال الإبداع الفني — من سينما وموسيقى وألعاب رقمية — تبدأ من الكتابة والقراءة، داعيا إلى توسيع شبكة المكتبات والمكتبات الجوارية لتيسير الولوج إلى الثقافة.

من جانبها، عبرت لورا بيل، ممثلة منظمة اليونيسف بالمغرب، عن فخر المنظمة بالمشاركة كضيف شرف، معتبرة أن هذا الاختيار يجسد عمق الشراكة القائمة بين المغرب واليونيسف في مجال حماية الطفولة والدفاع عن حقها في المعرفة والتعليم. وأشارت إلى أن هذه المشاركة تأتي تزامنا مع التحضير لليوم العالمي للطفل الذي يحتفى به في 20 نونبر من كل سنة.

وأكدت بيل أن الكتاب يظل وسيلة فعالة لتعزيز وعي الأطفال بحقوقهم، وحافزا لاندماجهم في مجتمع المعرفة والإبداع، داعية الشباب إلى المشاركة الفاعلة في نشر قيم الثقافة وحقوق الطفل عبر القراءة والتعبير الحر.

ويتضمن البرنامج الثقافي للمعرض سلسلة من اللقاءات والورشات التفاعلية بمشاركة مؤلفين وباحثين ومبدعين من داخل المغرب وخارجه، تتناول مجالات الأدب الموجه للطفل، والقصص المصورة، وصناعة المحتوى الثقافي. كما يحتضن المعرض ثمانية فضاءات متنوعة تضم 17 قطبًا للنشاط، تقدم ورشات تربوية وترفيهية تحفز الأطفال على الإبداع والتفكير النقدي.

ومع تنظيم أكثر من 80 لقاء ثقافيا و1.363 نشاطا متنوعا، يؤكد معرض كتاب الطفل والشباب مكانته كموعد ثقافي دولي رائد، يجمع بين المعرفة والترفيه، وبين التعليم والإبداع، في تجسيد حي لرؤية المغرب نحو جعل الثقافة والطفولة في صلب التنمية المجتمعية.

مقالات ذات صلة