في عملية أمنية دقيقة ومثيرة، تمكنت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي السوالم الطريفية، أخيرا، من الإطاحة بأحد أخطر أباطرة المخدرات المطلوبين على الصعيد الوطني، بعد أن دوخ المصالح الأمنية لسنوات، واستعان في أنشطته بشبكة منظمة تتسم بالعنف والعدوانية ضد كل من يحاول الاقتراب من مجال نفوذه.
المعطيات التي حصلت عليها “آنفا نيوز” تفيد أن المعني بالأمر، الذي يعد من ذوي السوابق القضائية الخطيرة، كان يتزعم شبكة إجرامية واسعة بمعية شقيقه، ويتخذ من منزل بدوار الرمل قاعدة خلفية لتخزين المخدرات وإدارة عملياته المشبوهة، إضافة إلى تنظيم “قصاير” مغلقة يعتقد أنها كانت تستعمل كغطاء لترويج الممنوعات وتبادل الأرباح بين أفراد الشبكة.
وجاءت عملية الإيقاف، وفق مصادر مطلعة، بعد تلقي مصالح الدرك معلومات استخباراتية دقيقة حول تواجد البارون داخل المنزل المذكور رفقة خليلته وعدد من مساعديه، فتم إعداد خطة محكمة قادها أكرم كربوط، قائد المركز الترابي السوالم الطريفية، بتنسيق مباشر مع قائد سرية السوالم وتحت إشراف النيابة العامة.
المداهمة تمت في الساعات الأولى من الصباح، وسط إجراءات احترازية عالية لتفادي أي مواجهة مسلحة، إذ تم تطويق المكان بالكامل ومحاصرة المشتبه فيهم قبل أن يستسلموا دون مقاومة تذكر.
العملية الأمنية أسفرت عن توقيف البارون رفقة خليلته وخمسة من أفراد شبكته، ضمنهم شقيقه، فضلا عن حجز كميات مهمة من المخدرات بمختلف أنواعها، إضافة إلى أسلحة بيضاء خطيرة (سيوف وسكاكين كبيرة) كان يستعملها أفراد العصابة لحماية تجارتهم غير المشروعة وتأمين تحركاتهم.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن المشتبه فيه كان يعتمد على “حراس شخصيين” من ذوي السوابق لتأمين محيطه، كما كان يغير أماكن إقامته باستمرار لتفادي المراقبة الأمنية. لكن يقظـة عناصر الدرك وسرعة تحركها أنهت رحلة فراره الطويلة دون تسجيل أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات.
وقد تم وضع جميع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، لتعميق البحث حول مصادر تموين البارون بالمخدرات، وتحديد هوية المتواطئين معه والمستفيدين من أنشطته، في أفق تقديمهم إلى العدالة.
التحقيقات الجارية، حسب المعطيات المتوفرة، ترجح أن الشبكة كانت تمتد إلى مدن مجاورة بإقليم برشيد، وهو ما يجعل هذه العملية واحدة من أبرز الضربات الأمنية التي وجهت أخيرا لعصابات المخدرات بالمنطقة.