استفاق سكان منطقة جنان زناتة الواقعة على مشارف الدار البيضاء صباح اليوم الخميس 27 يونيو، على وقع أحداث عنف غير مسبوقة بطلتها مجموعة من المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، الذين دخلوا في مواجهات عنيفة فيما بينهم، مستخدمين الحجارة والعصي وسط الشارع العام، ما تسبب في حالة من الهلع والفوضى بين السكان والتجار.
مقاطع مصورة تم تداولها على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، أظهرت تبادلا عنيفا للرشق بالحجارة بين مجموعتين من المهاجرين، وسط غياب تام لأي تدخل أمني في البداية، الأمر الذي أدى إلى تكسير واجهات محلات تجارية ومقاهي وإتلاف ممتلكات خاصة. أصحاب هذه المحلات تحدثوا عن خسائر مادية كبيرة، بينما عبر آخرون عن خوفهم على سلامة أسرهم وأبنائهم.
سكان يصرخون: “الوضع لم يعد يحتمل”
ساكنة الحي عبرت عن غضبها مما وصفته بـ”التراخي الأمني تجاه ظاهرة التسيب والفوضى التي أصبحت تتكرر بوتيرة مثيرة للقلق”. وأكد بعضهم أن تواجد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين دون مراقبة، جعل المنطقة مرتعا للفوضى والاعتداءات اليومية، داعين السلطات المحلية إلى التدخل الفوري لإعادة الأمن والانضباط.
الحادث الأخير ليس سوى حلقة ضمن سلسلة من التجاوزات المتكررة التي تسجل في عدد من أحياء العاصمة الاقتصادية، حيث تحولت بعض المناطق إلى بؤر توتر اجتماعي بسبب تنامي السلوكيات الإجرامية في صفوف فئة من المهاجرين، في غياب حلول ناجعة توازن بين الاعتبارات الإنسانية ومقتضيات الأمن العام.
في ظل هذا الوضع المتفاقم،.. تتصاعد أصوات السكان والتجار مطالبة بـ”تحركات صارمة من طرف ولاية الأمن والسلطات المحلية،.. تشمل حملات تمشيطية وترحيل المهاجرين غير النظاميين المتورطين في هذه الاعتداءات”،.. مؤكدين أن “الدار البيضاء أصبحت في حاجة ماسة إلى مقاربة أمنية جادة تحمي المواطن.
ويبقى السؤال المطروح بقوة في أوساط الرأي العام المحلي: هل تتحرك السلطات هذه المرة بجدية لاحتواء هذه الظواهر،.. أم أن جنان زناتة لن تكون سوى بداية لفصول أخرى من الفوضى في قلب العاصمة الاقتصادية؟