ألغت المديرية العامة للأرصاد الجوية توقعاتها بتسجيل درجات حرارة برد قارس وغير مسبوق في المغرب خلال شهر يناير القادم، وذلك نتيجة لتأثير ظاهرة الاحترار الستراتوسفيري. وأكدت المديرية أن الانخفاض المتوقع في درجات الحرارة خلال الأيام القادمة في المغرب سيكون ضمن الحدود الطبيعية المعتادة، مقتربا من المعدلات الاعتيادية.
أنفانيوز ـ بقلم بشرى الخطابي
وفي سياق ذلك، أوضحت المديرية أن الاحترار الستراتوسفيري يحدث عندما يطرأ ارتفاع فجائي في درجة حرارة الطبقة العليا للغلاف الجوي. وأشارت إلى أن هذا التغير في الحرارة ينجم عن تأثيرات جوية على مستوى الستراتوسفير.
سبب عدم تسجيل برد غير مسبوق هو ارتفاع درجات الحرارة الستراتوسفيرية
وفي ضوء هذا الاحترار،.. توضح المديرية أن الهواء البارد من المنطقة القطبية يتحرك نحو المناطق الموجودة بين خطي عرض 45 و60 درجة شمالا،.. والتي تشمل مناطق أوروبا وشمال أمريكا وآسيا.
تعليقا على ذلك،.. يظهر أن تدفق الهواء القطبي يسهم في تغيير النمط الجوي للمناطق المتأثرة، مما يتسبب في تقلبات في درجات الحرارة وكميات الهطول في تلك المناطق. يمكن أن تتجلى هذه التأثيرات في انخفاض درجات الحرارة دون المعدل في بعض المناطق، بينما قد تشهد مناطق أخرى ارتفاعا في درجات الحرارة خلال نفس الفترة.
وفيما يتعلق بالمغرب،.. أوضحت مديرية الأرصاد أن التوقعات تشير إلى درجات حرارة عليا قريبة من المعدل أو ربما أعلى منه خلال الفترة المقبلة. ورغم ذلك،.. يشدد على ضرورة متابعة التوقعات الجوية بانتظام من خلال النشرات والتقارير التي تصدرها الإدارة العامة للأرصاد الجوية،.. حيث يمكن تغطية تلك التوقعات لفترة تصل إلى 10 أيام لضمان التحديث المستمر والتحضير لأي تغيرات محتملة في الأحوال الجوية.
تأكيدا للتصريحات السابقة،.. أكد أستاذ علم المناخ محمد سعيد قروق من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن التأثير المحتمل لظاهرة الاحترار المفاجئ في طبقة الستراتوسفير على المغرب ليس مؤكدا بشكل قاطع. وأوضح أن هذه الفترة من السنة تتسم عادة ببرودة الطقس، وبالتالي، يمكن توقع وصول البرودة إلى المغرب قبل بداية شهر يناير.
وأشار قروق إلى أن ظاهرة الاحترار المستفاجئ لستراتوسفير تلمح عادة إلى عودة الأمطار بشكل قوي. ومع ذلك،.. أكد أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثير ذلك على المغرب بشكل محدد. يجدر بالذكر أن المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى قد توقع حدوث هذه الظاهرة في يناير، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة في بعض دول المغرب العربي.