الأكثر مشاهدة

موسم مولاي عبد الله يستقبل 4 ملايين زائر ويحطم الأرقام القياسية

اختتمت فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، أحد أبرز المواسم التراثية في المغرب، يوم أمس الأحد بعد عشرة أيام من الاحتفالات والمظاهر الثقافية التي اجتذبت أكثر من 4 ملايين زائر. شهد الموسم، الذي انطلق في 9 غشت بمدينة الجديدة، عروضا ضخمة جسدت التراث المغربي العريق، مقدما مزيجا رائعا من الفنون الشعبية والتقاليد التي تمتد عبر قرون من الزمن.

هذا الموسم، الذي نظمته جماعة مولاي عبد الله، تميز ببرنامج ثقافي وفني غني ومتعدد الأوجه. احتوى على عروض مميزة جمعت بين الفنون الشعبية مثل التبوريدة والصقارة، وبين الاحتفالات الدينية التي أبرزت الطابع الروحي للموسم. وقد أشاد مهدي الفاطمي، رئيس جماعة مولاي عبد الله والمنظم الرئيسي للحدث، بهذا النجاح غير المسبوق، مشيرا إلى الأرقام القياسية التي حققها الموسم من حيث عدد الزوار والخيام المثبتة، فضلا عن عدد الفرسان المشاركين الذين بلغ عددهم 2123 حصانا، إلى جانب 37000 خيمة.

التبوريدة تسحر الجماهير في موسم مولاي عبد الله

أوضح الفاطمي في تصريحات صحيفة أن الموسم هذا العام كان استجابة حقيقية لرغبات الزوار الذين طالبوا بتمديد فترة الاحتفالات من سبعة إلى عشرة أيام، وهو ما تم تحقيقه بنجاح. كما أضاف أن الجانب الديني والروحي كان جزءا لا يتجزأ من هذا الموسم، حيث تم تنظيم ثلاث أمسيات دينية ملؤها التقوى والروحانية، أحياها عدد من فرق المديح والإنشاد.

من الناحية الثقافية، شكل الموسم فرصة لأبناء منطقة دكالة للاحتفاء بتراثهم غير المادي، المتمثل في التبوريدة،.. والذي تم تصنيفه كتراث عالمي من قبل منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). كما شهد الموسم توافد عدد كبير من المغاربة المقيمين بالخارج، إلى جانب وفود أجنبية وشخصيات وطنية ودولية بارزة،.. مما أعطى بعدا دوليا للموسم، بفضل التغطية الإعلامية المكثفة من قبل الصحفيين والمؤثرين.

واحتلت عروض الصقارة مكانة بارزة في برنامج الموسم،.. حيث تنافس مئات الزوار يوميا للحصول على مقاعد لمشاهدة عروض صقارة القواصم في أولاد فريج. هذه العروض الفريدة كانت تجسد العلاقة العميقة التي تربط سكان زاوية الكواصم بالصقر “أمير السماء”،.. ما أضفى طابعا استثنائيا على التجربة الثقافية التي قدمها الموسم.

وعلى صعيد آخر،.. شهد الموسم تنظيم معارض وحرفيين وأنشطة اجتماعية واقتصادية تعكس التنوع الثقافي والاقتصادي للمغرب. ومع ذلك، كان التبوريدة هو الحدث الأبرز،.. حيث أبهرت العروض الجماهير بجودتها واحترافيتها، فضلا عن المشاركة الواسعة من الفرسان والمشاهدين.

وفي ختام الموسم، أكد مهدي الفاطمي أن هذه الدورة تعتبر نقطة تحول في تاريخ الموسم،.. مشددا على ضرورة التفكير في استراتيجيات جديدة لتنظيم الدورات المقبلة. وأشار إلى أهمية العمل مع الخبراء والمتخصصين لإعطاء بعد جديد لهذه الاحتفالية التراثية،.. من أجل الاستمرار في جذب الزوار وتعزيز مكانة موسم مولاي عبد الله أمغار كواحد من أهم الأحداث الثقافية في المغرب.

- Advertisement -
مقالات ذات صلة