في عالم التكنولوجيا الحديثة، يبدو أن هناك وجوها جديدة تتألق على منصات التواصل الاجتماعي، وفي التيكتوك المغربي، ظهر شخص يلقب بـ “مولينيكس”، يقودنا في رحلة إلى عالم الفكاهة والتسلية، ولكن بطريقة قد تكون مستفزة للكثيرين.
“مولينيكس”، الذي يعيش في فرنسا ويبلغ من العمر 38 سنة، يعرف بنفسه بأنه “شيخة”. محتواه يتنوع بين مقاطع الرقص والبث المباشر والمحادثات، والسمات المميزة لمحتواه تكمن في التفاهة وانعدام القيم والأخلاق. يتحدث بحرية عن المواضيع الجنسية والدعارة والمثلية دون الاهتمام بالفئة العمرية للمشاهدين، الذين قد يتضمنون أطفالا ومراهقين. ولا يعير اهتماما لإفساد قيم المجتمع الذي يتابع محتواه، وجعله يطبع مع محادثات النوادي الليلية و”البارات”.
“مولينيكس” ينضم إلى قائمة من الشخصيات التي اجتاحت وسائل التواصل في المغرب، مثل “ساري كول”، وصوفيا طالوني، وولد الشينوية، وإحساس ودنيا، وندى حاسي، ونزار، وغيرهم، الذين يشغلون المشهد التكنولوجي بمحتوى تغمره السطحية والتفاهة.
تثير هذه الظاهرة التفكير في مفهوم اختيار المتابعين لمتابعة المحتوى الفكاهي والتافه على حساب المواضيع الجادة. هل هو هروب من الواقع الصعب إلى عالم الضحك والتسلية؟ أم أن هناك جاذبية خاصة تجعل الناس يفضلون الترفيه الخفيف على حساب الجدية؟
الملاحظ في هذا السياق أن مجرد المتابعة لم يعد كافيا، بل وصل الأمر إلى تقديم الدعم المالي، الذي يمكن أن يصل إلى آلاف الدراهم في ساعات قليلة عبر هدايا تشبه ما يصطلح عليه في العرف الشعبي بـ”الغرامة”.
في نهاية المطاف، يبدو أن “مولينيكس” وأمثاله يثيرون تساؤلات حول دور المتابعين في انتشار التفاهة،.. وأسباب اختيارهم لمتابعة هذا النوع من المحتوى، وما إذا كانت هذه الظاهرة مؤشرا على تحول في طبيعة استهلاك المحتوى التكنولوجي في المغرب.
مولينيكس نتاج تغيرات في توجهات المجتمع؟
تظهر ظاهرة انتشار المحتوى الفكاهي والتافه في المجتمع المغربي رغم وجود العديد من المحتويات الهادفة والتي تسعى لنقل رسائل ذات قيمة ومضمون مفيد في مختلف المجالات. يبدو أن هناك تفضيلا واضحا للتسلية والفكاهة على حساب المحتوى ذي الطابع التعليمي أو الثقافي.
تبدو هذه الظاهرة كأنها تعكس تغيرات في توجهات المجتمع نحو استهلاك الترفيه هروبا من ضغوط الحياة. وقد يكون البعض يفضل التسلية السريعة والخفيفة على حساب البحث عن محتوى ذي قيمة أو مفيد. يمكن أن يكون الرغبة في الابتعاد عن الواقع الصعب هو سبب رئيسي وراء هذا التفضيل.
على الجانب الآخر، يمكن أن يكون ضعف الدعم أو الاهتمام بالمحتوى الهادف والتعليمي أو حتى الترفيهي الهادف، والغير مخل بالقيم داخل المجتمع هو جزء من المشكلة. فقد يشعر الأفراد الذين ينتجون محتوى هادفا بالإهمال أو عدم القدرة على جذب الانتباه والتفاعل كما يحدث مع المحتوى التافه.
لذا، يتطلب التحول نحو دعم المحتوى الذي يحمل قيما ومعلومات هادفة وترفيها راقيا،.. دعما من جميع فئات المجتمع. يمكن أن تلعب المدارس، والجمعيات الثقافية، والمؤسسات التعليمية دورا هاما في تعزيز ثقافة الاهتمام بالمحتوى ذي القيمة. من خلال تشجيع المجتمع على دعم ومتابعة المحتوى الهادف، يمكن تحقيق توازن يعود بالنفع على الفرد والمجتمع بشكل عام.