في ضربة غير متوقعة لتطلعات المغرب في قطاع الغاز الطبيعي، كشفت شركة “إنرجين” البريطانية، التي تتخذ من لندن مقرا لها، عن نتائج مخيبة لعمليات التنقيب التي نفذتها في حقل “أنشوا” البحري. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، ماثيوس ريغاس، لـ”الشرق” أن عمليات الحفر التي جرت لم تسفر عن اكتشافات تتماشى مع توقعات الشركة، مما قد يدفع “إنرجين” إلى إعادة النظر في مشاريعها بالمغرب.
كانت الشركة قد أبرمت في نهاية العام الماضي اتفاقية تعاون مع شركة “شاريوت ليمتد” البريطانية والمكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن في المغرب، بغية تطوير حقلي “ليكسوس” و”ريسانا” البحريين. وتطلعت “إنرجين” إلى نجاح عملياتها في المغرب بعد قرارها التخارج من مصر. إلا أن النتائج المخيبة في حقل “أنشوا” قد تغير توجه الشركة نحو التركيز على مشاريعها في منطقة البحر المتوسط والشرق الأوسط، بما في ذلك استثماراتها الأساسية في اليونان وإسرائيل.
ورغم النتائج غير المرضية، أكد ريغاس أن “الغاز موجود” في الحقل المغربي، لكنه ربما يحتاج لشركة أصغر تتناسب مع طبيعة الاكتشاف، الذي كان أقل بكثير من طموحات الشركة.
إقرأ أيضا: ليلى بنعلي.. غاز تندرارة سيلبي حوالي 30 بالمئة من الحاجيات الكهربائية ولهذا تأخر الإنتاج
وتأتي هذه المستجدات في وقت يستورد فيه المغرب معظم احتياجاته من الغاز الطبيعي، معتمدا على حقول صغيرة تنتج قرابة 100 مليون متر مكعب سنويا، في حين يبلغ استهلاكه الوطني مليار متر مكعب سنويا. ويأمل المغرب في تطوير حقول أخرى مستقبلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل اعتماده على الواردات.
من جهة أخرى، واصل ريغاس حديثه حول توسعات “إنرجين” في حوض البحر المتوسط، حيث تعتزم الشركة استثمار 1.2 مليار دولار في مشاريعها في إسرائيل، مما سيسهم في تدفق الغاز الطبيعي إلى مصر. وأكد ريغاس أن منشآت الشركة لم تتأثر بالأحداث الجارية في المنطقة، مشيرا إلى أن البنية التحتية تواصل العمل دون انقطاع.
وتعتبر “إنرجين” من أكبر شركات الاستكشاف المستقلة المدرجة في بورصة لندن، حيث تبلغ قيمتها حوالي ملياري دولار، بإنتاج يقارب 160 ألف برميل يوميا.