نجيب بن عياد، البالغ من العمر 36 عاما، كان يحلم منذ صغره بالعمل في المجال الطبي، رغم كل العقبات. اليوم، يدير نجيب جهاز القلب والرئة في المستشفيات الهولندية ويقدم عمليات جراحية مجانية للمرضى المحرومين في شمال المغرب، محققا بذلك حلمه القديم.
نشأ نجيب في انشيده، هولندا، في أسرة مكونة من سبعة أطفال. منذ صغره، كان مفتونا بسلسلة المستشفيات الأمريكية، وقد تعززت رغبته في مساعدة الناس عندما خضعت ابنة أخته المولودة حديثا لعملية جراحية في القلب. ورغم ذكائه الواضح، حصل نجيب على توصية بالتعليم الثانوي قبل المهني. نصحه معلمه باختيار شيء أسهل، لكن نجيب كان مصمما على تحقيق حلمه في أن يصبح طبيبا محترفا.
عمل نجيب بجد ودفع تكاليف دراسته بوظيفتين بدوام جزئي. وبعد دورة جامعية مكثفة في أبحاث المختبرات الطبية الحيوية، قرر أن يصبح متخصصا في التروية السريرية. هذا العمل، الذي كان مسؤولا فيه عن الدورة الدموية للمرضى أثناء العمليات، نال إعجابه بشكل كبير.
وبعد تدريب مكثف وامتحان ناجح، بدأ نجيب مسيرته المهنية. في هولندا، تعتبر رعاية القلب والرئة على أعلى مستوى، ولكن في المغرب، حيث تنحدر عائلته، فإن إمكانية إجراء جراحة القلب محدودة. وقد دفع هذا نجيب إلى إنشاء مؤسسة قلب، التي توفر عمليات جراحية مجانية للمرضى المحرومين في شمال المغرب.
يسافر نجيب بن عياد مرتين إلى ثلاث مرات في السنة إلى المغرب مع فريقه لإنقاذ الأرواح. ويقول لإذاعة RTL: “إنها قطرة في محيط، ولكن مع الوقاية اللازمة بين السكان المحليين، نأمل في زيادة الوعي بأسلوب حياة أكثر صحة”.
وبالإضافة إلى عمله في المستشفى والمؤسسة، يخصص نجيب وقتا للرياضة والسفر. لكن شغفه الأكبر يكمن في مساعدة الآخرين.