تشهد جماعة المباركيين بإقليم برشيد حالة من التوتر بعد نفوق عدد كبير من رؤوس الأغنام والأبقار. السلطات المحلية، بالتعاون مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، تجري تحقيقات مكثفة للكشف عن ملابسات هذه الحادثة التي أثارت قلقا كبيرا بين المربين والمواطنين على حد سواء.
التحقيقات الأولية كشفت عن وجود اختلالات كبيرة في نوعية الأعلاف المقدمة للخراف النافقة. فقد أظهرت التحريات أن هذه الخراف تعرضت لتسمم معوي بسبب تكاثر بكتيريا كلوستريديوم بشكل غير طبيعي. هذه البكتيريا، التي تعيش عادة بأعداد قليلة في الأمعاء، تكاثرت بشكل خطير نتيجة تغيير مفاجئ في النظام الغذائي للخراف بهدف تسريع عملية تسمينها.
في الأيام الأخيرة التي تسبق عيد الأضحى، تنتشر بعض الممارسات غير المشروعة بين بعض المربين الذين يسعون لزيادة وزن الأضاحي في وقت قصير لبيعها بأسعار أعلى. وتشمل هذه الممارسات استخدام أعلاف غير صحية ومواد كيميائية لتسريع عملية التسمين، وهو ما يعرض صحة الحيوانات والمستهلكين على حد سواء للخطر.
استخدام مواد ضارة أدى إلى نفوق الأغنام
تشير التقارير إلى أن بعض المربين يستخدمون مواد كيميائية ومنشطات لزيادة وزن الأضاحي بسرعة. هذه المواد تشمل بعض العقاقير التي تعزز احتباس السوائل في جسم الحيوان، مما يجعله يبدو أثقل وأكبر حجما. لكن هذه الممارسات تترك آثارا ضارة على صحة الحيوانات، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل التسمم والنفوق.
التحريات والفحوصات الميدانية التي قامت بها المصلحة البيطرية الإقليمية ببرشيد كشفت أن الخراف النافقة لم تكن مصابة بأي مرض معدي. ومع ذلك، فإن التغير المفاجئ في نظامها الغذائي وتعرضها لأعلاف غير صحية أدى إلى ارتفاع نسبة بكتيريا كلوستريديوم في أمعائها، مما تسبب في موتها تدريجيا.
تقوم السلطات المحلية ومصالح “أونسا” باتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة هذه الممارسات غير المشروعة. وتشمل هذه الإجراءات زيادة الفحوصات والتفتيشات الميدانية على المزارع والأسواق، والتأكد من جودة الأعلاف المستخدمة وتوعية المربين بضرورة الالتزام بالمعايير الصحية. كما يتم التنسيق مع الجهات القضائية لملاحقة المتورطين في استخدام مواد ضارة وغير قانونية في تسمين الأضاحي.
تدعو السلطات المحلية ومصالح “أونسا” جميع المربين والمواطنين إلى ضرورة الالتزام بالمعايير الصحية والأخلاقية في تربية الأضاحي. كما تحث المستهلكين على التأكد من مصادر الأضاحي التي يشترونها والتحقق من جودتها وسلامتها. فإن التعاون بين الجميع يعزز من صحة وسلامة المجتمع ويضمن الحفاظ على الثقة في قطاع تربية الماشية.
حادثة نفوق الأغنام والأبقار في إقليم برشيد تسلط الضوء على التحديات التي تواجه قطاع تربية الماشية،.. خاصة في الأيام التي تسبق عيد الأضحى. ومع انتشار بعض الممارسات غير المشروعة،.. تتزايد الحاجة إلى تكثيف الجهود لمراقبة جودة الأعلاف وتوعية المربين والمستهلكين على حد سواء.