لا تزال الهجمات المتكررة للخنازير البرية تشكل تهديدا كبيرا لحياة المواطنين والمحاصيل الزراعية في مختلف مناطق المغرب. وتأتي هذه الهجمات في ظل غياب استراتيجيات فعالة للحد من تكاثر هذه الحيوانات والسيطرة على تنقلها. في واقعة مأساوية مؤخرا، توفي شاب في مقتبل العمر داخل إحدى المصحات بمدينة أكادير متأثرا بجروح بليغة تعرض لها إثر حادث مروع. الحادث وقع قبل شهر في ضواحي مركز جماعة تتاوت بإقليم تارودانت،.. حيث كان الشاب يقود دراجة نارية عندما صدمه خنزير بري فجأة. الصدمة كانت قوية إلى درجة أن الشاب سقط عن دراجته وأصيب بجروح خطيرة وصفت بأنها تهدد الحياة.
وحسب شهود عيان ومصادر مطلعة،.. فقد تم نقل الشاب المصاب على وجه السرعة إلى أحد المراكز الطبية في إقليم تارودانت،.. ولكن نظرا لخطورة حالته تم تحويله إلى مصحة خاصة بأكادير لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. ورغم الجهود الطبية المكثفة، إلا أن مضاعفات الإصابات الخطيرة التي لحقت به جراء هجوم الخنزير البري أدت إلى وفاته بعد مدة قصيرة من وقوع الحادث.
هذه الحادثة ليست الوحيدة من نوعها، فقد تزايدت شكاوى المواطنين في العديد من المناطق القروية حول هجمات الخنازير البرية التي لا تقتصر أضرارها على السلامة العامة بل تمتد لتشمل المحاصيل الزراعية. المزارعون يتحدثون عن خسائر كبيرة يتكبدونها بسبب تكاثر هذه الحيوانات التي تتغذى على محاصيلهم، مما يسبب تدهورا في الإنتاجية وزيادة في الأعباء المالية.
يقول أحد المزارعين في منطقة تارودانت: “نعيش في رعب دائم من هجمات الخنازير البرية. نحن لا نستطيع حماية محاصيلنا لأنها تأتي ليلا وتدمر كل ما نزرعه. لقد تسببت لنا في خسائر فادحة هذا العام.”
الخنازير البرية في المغرب أصبحت تشكل معضلة حقيقية تحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المعنية. ويطالب المتضررون بوضع خطط استراتيجية شاملة للحد من انتشارها والسيطرة على أعدادها،.. بما في ذلك تفعيل برامج للحد من تكاثرها وإعادة توطينها في بيئات غير زراعية وبعيدا عن القرى.