مع كل موسم صيف، تعود الحياة إلى قطاع العقار في الدار البيضاء، وتحديدا على الشريط الساحلي الممتد من دار بوعزة إلى سيدي رحال، حيث تتحول الإقامة قرب البحر من حلم إلى مشروع استثماري مربح، أو مخاطرة مالية غير محسوبة.
هذا الموسم، دخلت عشرات المشاريع العقارية الجديدة مرحلة الترويج المكثف، في ظل توافد مغاربة العالم خلال العطلة الصيفية، ما دفع المنعشين العقاريين إلى تسويق عروض جذابة في برامج تحمل أسماء لافتة مثل فيكتوريا غاردن، ألماظ ولا فالي. كلها تعد بجمال الطبيعة وقرب الشاطئ، لكنها تختلف في الواقع من حيث الجودة والموثوقية.
في دار بوعزة، يتراوح سعر المتر المربع بين 13 ألف و14 ألف درهم، بينما تظل سيدي رحال أكثر مرونة، بأسعار أقل نسبيا. وتكشف مصادر مهنية أن الفيلات البحرية هناك قد تصل إلى 11 مليون درهم، حسب الموقع والمساحة، في حين تبدأ أسعار الشقق ذات 3 غرف من 1.85 مليون وتصل إلى 2.7 مليون درهم.
شراء على الورق.. فرصة أم فخ؟
يجمع المهنيون على أن الشراء “على الورق” قد يوفر سعرا أقل بنسبة 10% مقارنة بالعقارات الجاهزة، لكن المخاطر لا تقل. ويشدد معاد على أن اسم المنعش العقاري وخبرته هما العنصر الفاصل، لأن التأخر في التسليم، وغياب الضمانات القانونية، يفتحان الباب أمام الكثير من الشكايات لاحقا.
وتحذر مصادرنا من الإغراءات المغشوشة، خاصة العروض التي تقدم فيلات بثلاثة ملايين درهم فقط، وتكون غالبا من توقيع منعشين مغمورين يفتقرون للشفافية أو الخبرة الكافية.
قبل أن تشتري: دقق في التفاصيل
القانون المغربي يفرض المرور عبر الموثق عند شراء أي عقار، وتحتسب مصاريف التسجيل العقاري في حدود 4%، والحفاظ العقاري بـ1.5%، بينما تتراوح أتعاب الموثق حول 1%. لكن بعض المشاريع تعرض “عروضا مجانية” بخصوص هذه الرسوم، وهي في كثير من الأحيان مجرد حملات ترويجية لا تنعكس على السعر النهائي.
أما فيما يتعلق بالجانب الجبائي، فينصح الخبراء بضرورة تتبع مصدر الأموال، وضمان شفافية كاملة في عملية الشراء، خاصة بالنسبة لمغاربة العالم الذين يجب أن تكون عملياتهم مصرحا بها في المغرب لضمان قانونيتها.
في نهاية المطاف، يبقى العقار الساحلي في الدار البيضاء مجالا مفتوحا للفرص والمخاطر معا. فبين الرغبة في العيش قرب المحيط، والطموح لامتلاك عقار مربح، تظل المعادلة رهينة بالتريث، والتحقق، واختيار المشاريع ذات السمعة الطيبة.