انطلقت من العاصمة الأمريكية واشنطن إشارات سياسية قوية أعادت قضية الصحراء المغربية إلى واجهة النقاش الدولي، حيث عبر السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في تصريح حصري لقناة “ميدي1 تيفي”، عن أمله في أن تشكل الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء منعطفا حاسما لإغلاق هذا الملف بشكل نهائي، على أسس السيادة المغربية.
هلال أكد أن الاجتماعات المغلقة المرتقبة بمجلس الأمن،.. والتي تضم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الشخصي للصحراء،.. ستشهد تقديم التقرير السنوي حول مستجدات النزاع، وذلك وسط زخم دولي متجدد، خصوصا بعد إعلان الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، تجديد دعمها لمغربية الصحراء.
هذا الموقف الأمريكي، بحسب هلال، لا يقتصر على الاعتراف،.. بل يشمل أيضا انخراطا واضحا في دعم مسار الحل عبر مبادرة الحكم الذاتي،.. باعتبارها الإطار الوحيد والأنسب لتسوية النزاع في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة.
المعطى اللافت، بحسب السفير المغربي، هو التحول النوعي في موقف الولايات المتحدة،.. التي لم تكتف هذه المرة بتأكيد اعترافها بمغربية الصحراء،.. بل أعلنت التزامها العملي بإعادة إطلاق العملية السياسية، بما يتماشى مع رؤية الملك محمد السادس،.. التي ترفض أي حل خارج إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وفي السياق نفسه، شدد هلال على أن مبادرة الحكم الذاتي لم تعد مجرد اقتراح مغربي،.. بل تحولت إلى مشروع دولي يحظى بدعم أكثر من 110 دول عبر العالم،.. ما يعكس تآكلا واضحا في أطروحات الانفصال،.. ويظهر عزلة متزايدة لأطراف لا تزال تراهن على أطروحات متجاوزة تاريخيا وسياسيا.
السفير المغربي اختتم تصريحه بالتعبير عن أمله الكبير في أن تتحول الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء من لحظة رمزية إلى موعد فعلي لإغلاق هذا النزاع الذي عمر لأكثر من نصف قرن، مؤكدا أن المغرب، كما المجتمع الدولي، مستعد لطي هذا الملف، شريطة توفر الإرادة السياسية الحقيقية لدى “الجيران في الجزائر”.