شهدت منطقة عين الشق بالدار البيضاء حادثا مأساويا راح ضحيته فتاة قاصر، بعد استنشاقها لغاز “البوتان” المستعمل في تعبئة الولاعات، في واقعة أعادت إلى الواجهة خطر انتشار وسائل تخدير بديلة بين القاصرين.
وتمكنت عناصر الشرطة القضائية من توقيف أربعة أشخاص، بينهم صاحب محل تجاري، مساعده، ومسير مقهى، وذلك للاشتباه في تورطهم في ترويج هذه المادة وتسهيل استهلاكها بين القاصرين.
وحسب المعطيات الأمنية، فقد لفظت الفتاة البالغة من العمر 15 سنة أنفاسها الأخيرة قبل وصولها إلى قسم المستعجلات، بعد تعرضها لمضاعفات صحية ناجمة عن استنشاق الغاز بطريقة غير مشروعة. وأفضت التحقيقات إلى توقيف المشتبه فيه الأول الذي كان برفقتها لحظة الواقعة، حيث وضع رهن الحراسة النظرية لتحديد ملابسات القضية.
كما أسفرت الأبحاث عن ضبط محل تجاري يشتبه في ترويجه لغاز “البوتان” لأغراض غير قانونية، حيث تم اعتقال صاحبه ومساعده، وحجز مجموعة من عبوات الغاز والبالونات المستخدمة في استنشاقه، إضافة إلى كمية من “المعسل” المهرب.
إقرأ أيضا: مصادرة 21 ألف لتر من غاز الضحك موجه لغزو الأسواق الأوروبية والمغربية
وإثر تعميق التحريات، تم رصد مقهى يشتبه في استغلاله لتسهيل تعاطي المخدرات من قبل القاصرين، حيث جرى توقيف مسيره وحجز جهاز تسجيل كاميرات المراقبة داخله لإخضاعه للفحص التقني.
وقد تم الاحتفاظ بجميع الموقوفين رهن الحراسة النظرية بإشراف النيابة العامة المختصة، في حين أحيلت جثة الضحية على التشريح الطبي لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.
وتجدر الإشارة إلى أن مصالح الأمن سبق أن حذرت من تنامي ظاهرة تعاطي غاز “البوتان” كوسيلة تخدير بين القاصرين، وهو سلوك مستورد من بعض دول الشرق الأوسط، يتميز بآثاره الخطيرة، حيث يؤدي إلى حالات اختناق وتسمم قد تكون قاتلة.