بدأت تظهر ملامح تغيير في السياسة الأمريكية تجاه ملف الصحراء، مع إشارات قوية تشير إلى إمكانية إلغاء بعثة “المينورسو” أو تقليص دورها في المستقبل القريب. ففي مقال نشره معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسات العامة، اقترح مايكل روبين، المدير التحليلي للمؤسسة، إنهاء مهام هذه البعثة، مستندا إلى فشلها في تحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله، وهو تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء.
وقد أشار روبين إلى أن بعثة “المينورسو” التي أنشئت عام 1991 لم تتمكن من إجراء أي استفتاء رغم مرور 34 عاما، بل عجزت حتى عن إجراء إحصاء سكاني للمنطقة. الأمر الذي اعتبره مسألة مضيعة للأموال، في وقت تقرر فيه الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء في 2020، وهو ما يضع مصير هذه البعثة في دائرة الشك.
هل تصبح “المينورسو” عبئا على واشنطن بعد اعترافها بالسيادة المغربية؟
كما أضاف المقال أن جبهة “البوليساريو”، المدعومة من الجزائر، تواصل إعاقة أي حل سياسي من خلال منع الصحراويين من السفر إلى المغرب، ما يزيد من تعقيد القضية. ويؤكد روبين أن تمويل هذه البعثة من قبل الأمم المتحدة، لا سيما من قبل الولايات المتحدة،.. يعد خيانة لدولة شريكة في اتفاقيات أبراهام، والتي تعتبر داعمة للموقف الأمريكي.
على الصعيد الميداني، تظل الولايات المتحدة أكبر الممولين لبعثة “المينورسو”،.. حيث خصصت للأمم المتحدة ميزانية تصل إلى 75 مليون دولار للعام 2024،.. منها معظمها مخصص للإنفاق على أفراد البعثة. ومع ذلك، يبقى الدور الفعلي لأمريكا محدودا في العمليات العسكرية داخل المنطقة.
إقرأ أيضا: غوتيريش يحذر عوائق جديدة تواجه بعثة المينورسو في الصحراء المغربية
في حال تقليص واشنطن لمساهمتها أو إلغاء تمويلها لهذه البعثة،.. فإن ذلك قد يؤدي إلى تراجع دور “المينورسو” بشكل كبير،.. ما يعزز فرضية نقل الملف إلى أطراف أخرى أو حتى إخراجه من “اللجنة الرابعة” للأمم المتحدة،.. وهو ما قد يكون بداية النهاية لتسوية طويلة الأمد لقضية الصحراء.
إجمالا،.. تشير التحولات الأخيرة في السياسة الأمريكية إلى أن الوضع في الصحراء المغربية قد يمر بمرحلة جديدة من إعادة التقييم،.. في ظل تحولات إقليمية ودولية تعكس تغيرا في مواقف العديد من الدول،.. بما في ذلك فرنسا وبعض الدول الأوروبية التي بدأت تعترف بمغربية الصحراء.