شهدت منطقة آيت بوخيو بإقليم خنيفرة حادثة مروعة تعرضت فيها الشابة سميرة (20 عاما) لهجوم من قبل حيوان يعتقد أنه أسد الأطلس، والذي انقرض من البرية قبل عقود.
أوضحت سميرة في تصريحاتها أنها كانت ترعى الماعز عندما اعترضها حيوان بشكل غير متوقع، حيث أسقطها أرضا وحاول الهجوم عليها بقوة. استخدمت الفتاة عصاها للدفاع عن نفسها وصد الهجوم الذي تزعم بعض الشائعات بأن الأمر يتعلق بأسد الأطلس.
يأتي هذا الحادث في سياق تزايد الإشاعات حول عودة أسد الأطلس إلى البرية، رغم أنه أعلن أنه انقرض من البيئة البرية قبل عقود. وبعد الهجوم، تم نقل سميرة إلى المركز الصحي لتلقي العلاج، حيث تعافت من الإصابات التي تعرضت لها نتيجة للعضة والسقوط فوق الأحجار.
يزيد هذا الحادث من حالة الرعب والقلق بين السكان، خاصةً في ظل الشكوك حول عودة أسد الأطلس، الذي يعتبر رمزا للبرية والتوازن البيئي في المنطقة.
أسد الأطلس بالمغرب
آخر ظهور مؤكد لأسد الأطلس في الطبيعة المغربية يرجع إلى فترة الأربعينيات من القرن العشرين،.. حيث رصدت صورا له من طائرة فرنسية وهو يتجول بمفرده، وسط جبال الأطلس، محاطًا بثلوجها البيضاء الرائعة.
وكشف المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب في دجنبر 2022،.. عن اكتشاف بقايا عظمية لأسد الأطلس داخل طبقات أركيولوجية يعود تاريخها لأكثر من 100 ألف سنة.
هذا الاكتشاف يضاف إلى سلسلة من الاكتشافات الأخرى لبقايا عظمية في مواقع متنوعة،.. وتحكي كلها قصة زئير يمتد لآلاف السنين. تم عرض هذه الحكاية للمرة الأولى في معرض مفتوح أمام الجمهور والمتخصصين في الحديقة الوطنية للحيوانات بالعاصمة الرباط،.. حيث تحتضن الحديقة العديد من أسود الأطلس وتشرف على رعايتها ضمن برنامج حماية متخصص لهذا النوع في البلاد.
وأعلنت إدارة حديقة الحيوانات في الرباط عن ولادة خمسة أشبال لأسود الأطلس في عام 2021. وأوضحت الإدارة في بيان أصدرته أن الأشبال الجدد خضعوا للرعاية البيطرية المناسبة وتمت مراقبة صحتهم بعناية لضمان تكييفهم مع بيئتهم الجديدة.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها جريدة “أنفا نيوز”، ولدت أربعة من الأشبال من لبوءة واحدة. في حين ولد الشبل الخامس من لبوءة أخرى، وتمت الولادات في فترات مختلفة خلال عام 2021.
يعتبر أسد الأطلس، نوعا مهددا ورمزيا في المغرب بعد انقراضه في موطنه الأصلي منذ القرن الماضي،.. يخضع لبرنامج حماية من قبل حديقة الحيوان في الرباط. تهدف هذه البرامج إلى الحفاظ على النواة التأسيسية لحوالي ثلاثين أسدا،.. مع التركيز على ضمان التوالد المنتظم والحفاظ على هذا التراث الحيواني ذو القيمة العالية.
يهدف برنامج الحماية المخصص لأسود الأطلس في حديقة الحيوان في الرباط إلى تنظيم التوالد،.. من خلال إعادة هيكلة مستمرة لمجموعات المروضين وتحسين المعرفة المتعلقة بالسلوك والعلوم البيطرية لهذا النوع.