في ورقة بحثية نشرت مؤخرا، قدم الفيزيائي ملفين فوبسون من جامعة بورتسموث دلائل علمية تدعم فكرة أن الكون بأسره قد يكون مجرد محاكاة. وتعتمد هذه الفرضية على ما يعرف بفرضية المحاكاة، التي تقول إن الواقع الذي نعيشه قد يكون مجرد إنشاء افتراضي متطور.
في عالم من الخيال العلمي، يقف “مورفيوس”، الشخصية التي جسدها لورانس فيشبورن في الفيلم الكلاسيكي “المصفوفة”، ويعبر عن تساؤلات عميقة حول طبيعة الواقع. وبينما يبدو ذلك مجرد سيناريو خيالي، إلا أن بعض العلماء والفلاسفة يرون أن هذه الأفكار قد تحمل بعض الحقيقة.
تشير الدراسة إلى أن الكون وواقعنا المادي قد يكونان مجرد هلوسة واقعية متقدمة للغاية، مما يجعلنا نتساءل عن طبيعة الوجود والحياة نفسها. ومن بين المؤمنين بتلك الفكرة، يتمثل إيلون موسك، رائد الأعمال ورائد التكنولوجيا، كواحد من المعجبين البارزين بهذه النظرية.
وتقترح فيزياء المعلومات، فرعا من الفيزياء، أن الواقع المادي يتألف في الواقع من بيانات ومعلومات. وفي هذا السياق، يقول فوبسون إن المعلومات لها كتلة فيزيائية وأنها تشكل جزءا أساسيا من بنية الكون.
ويتطرق البحث أيضا إلى القانون الثاني للديناميكا المعلوماتية الذي اكتشفه فوبسون،.. والذي يقول إن درجة العشوائية داخل نظام معلوماتي إما تظل ثابتة أو تتناقص بمرور الوقت،.. مما يشير إلى أن هناك نوعا من التنظيم والتحكم داخل الكون بدلا من الصدفة العشوائية.
وتتجلى الأدلة العلمية أيضا في وجود تناظر في الكون، مما يشير إلى أن هناك نوعا من التنظيم الشامل يحكم الكون بشكل عام.
ومن خلال تجربة تقنية مقترحة،.. يأمل فوبسون في إثبات هذه النظرية من خلال قياس واستكشاف المعلومات الموجودة داخل الجسيمات الأولية للكون.
في نهاية المطاف، فإن هذه الأبحاث وفقا لعلماء تفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول طبيعة الحقيقة والواقع،.. وتدفعنا إلى إعادة تقييم تصوراتنا عن الكون ومكانتنا فيه.