في تطور جديد لقضية أثارت الرأي العام الرقمي، أصدرت الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، صباح اليوم الإثنين، قرارا يقضي بتأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق عائشة الصريدي، المعروفة بلقب “هيام ستار”، وهي من أشهر صانعات المحتوى على تطبيق “تيك توك” و”يوتيوب” في المغرب.
وكانت المحكمة الابتدائية بعين السبع قد أدانت المتهمة بالسجن أربع سنوات نافذة، بينما قضت بحبس زوجها عاما واحدا نافذا، على خلفية تهم ثقيلة تتعلق بمجموعة من الأفعال التي تمس بصورة خطيرة بالسلوك المدني والأخلاقي داخل الفضاء العمومي، الواقعي والافتراضي على حد سواء.
وتوزعت لائحة الاتهامات الموجهة إلى الثنائي بين “إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم”، و”إهانة أحد رجال القضاء أثناء أداء واجبه”، و”إهانة هيئة منظمة”، إلى جانب تهم تتعلق بـ”استعمال الأطفال في التسول”، و”العنف في حق طفل يقل عمره عن 15 سنة”، و”الإخلال العلني بالحياء”، و”نشر وبث معطيات كاذبة بغرض التشهير والمس بالحياة الخاصة للغير”.
هذه القضية لم تمر مرور الكرام على منصات التواصل، بل شغلت الرأي العام منذ ظهور أولى الفيديوهات الصادمة التي وثقت السلوكيات محل المتابعة، حيث عبر كثير من المتتبعين عن قلقهم من تنامي ظاهرة “التيك توكوز” الذين يحولون حياتهم الأسرية إلى مادة للفرجة على حساب حقوق القاصرين وكرامة المؤسسات.
إقرأ أيضا: تمديد حراسة النظرية لـ”هيام ستار” مع إحالة أطفالها على الرعاية
ويأتي قرار محكمة الاستئناف ليحمل في طياته رسالة صارمة مفادها أن القانون سيواجه بحزم كل من يتجاوز الخطوط الحمراء، سواء باسم حرية التعبير أو بدعوى كسب “الترند”، خاصة عندما تتورط القضايا في استغلال القاصرين والإساءة لرمزية القضاء وهيبة الدولة.
جدير بالذكر أن “هيام ستار” كانت قد اعتقلت بعد توالي شكايات حول فيديوهات تظهر أطفالا في وضعيات غير لائقة، إلى جانب ألفاظ وادعاءات تمس الحياة الخاصة لعدد من الأشخاص. وهي اليوم تجد نفسها أمام أحكام قضائية ثقيلة قد تشكل منعطفا في تعامل العدالة مع محتوى التواصل الاجتماعي في المغرب.