أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية اليوم عن اعتقال ثلاثة شبان مغاربة بسبب “اختراق المياه الإقليمية الجزائرية”، وفقا لبيان صادر عن الوزارة. يأتي هذا الإعلان بعد الحادثة الأليمة التي وقعت صيف الماضي حين أطلق الجيش النار على أربعة شبان مغاربة كانوا يتجولون في مياه مدينة السعيدية الحدودية على دراجات مائية، مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة آخر.
ووفقا للبيان، جرى اعتقال المواطنين الثلاثة بعد أن قاموا بتجاوز الحدود البحرية للمملكة ودخول المياه الجزائرية.
ورغم عدم كشف الوزارة عن تفاصيل دقيقة حول التهم الموجهة لهم، إلا أنها ذكرت بشكل فضفاض “تهريب المخدرات” و”الهجرة غير الشرعية” كمواضيع تتعلق بالحادثة.
وأوضح البيان أن التحقيقات لا تزال جارية، وأن الموقوفين يحملون الجنسية المغربية. كما أشار البيان إلى أهمية استعداد الجيش الجزائري في المنطقة البحرية الحدودية، بزعم عصابات تهريب المخدرات والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
تعتبر الحدود البحرية الشرقية للمغرب منطقة نشطة لهواة ركوب الدراجات المائية، خاصة في سواحل مدينة السعيدية السياحية المتاخمة للجزائر. يقوم بعض الأفراد بالابتعاد الزائد عن السواحل المغربية، مما يؤدي إلى دخولهم بطريق الخطأ إلى الحدود الجزائرية.
وكان الدخول الخطأ لبضعة عشرات من الأمتار في السواحل الجزائرية،.. لسياح يقضون وقت ممتع على الدراجات النارية كافيا للنظام مارق في دولة الجوار ليطلق عليهم النار بدون رحمة، الصيف الماضي، في انعدام تام لحسن الجوار.
ويأتي اعتقال ثلاثة شبان في نفس الحدود على دراجات مائية للتذكر بالمأساة الماضية،.. التي استمرت لأشهر بسبب رفض سلطات الجزائر تسليم جثة أحد الضحايا لأهله من أجل دفنه رغم المناشدات المتكررة من ذويه.
وتحاول وزارة الدفاع الجزائرية تبرير جرائمها بمحاولة إيهام الرأي العام أنها تحارب الاتجار في المخدرات،.. دون أن تقدم أية أدلة على هذا النشاط المزعوم. وتتناسى أن هذه المبررات أصبحت مفضوحة ومثيرة للسخرية للمواطنين داخل بلادها، حيث يسمونها “مسرحيات”، ما بالك لدى الرأي العام الدولي.