شهدت مدينة الدار البيضاء انطلاقة قوية لأشغال منتدى “كرانس مونتانا” لعام 2025، الذي انطلقت فعالياته يوم الجمعة، محطما بذلك بداية سلسلة من اللقاءات الدولية الكبرى المرتقبة بالمغرب. المنتدى، الذي ينعقد تحت شعار “التجارة الدولية بإفريقيا: سلامة الملاحة وأمن الموانئ والممرات البحرية”، حمل في طياته رسائل دبلوماسية عميقة تؤكد الموقع المركزي للمغرب في رسم ملامح مستقبل دول الساحل.
وخلال لقاء خصص لمناقشة آفاق اتحاد دول الساحل، أجمعت الوفود الحاضرة على الإشادة بالدور المغربي الريادي. وزير الشؤون الخارجية بالنيجر أكد أن المملكة تعد “شريكا أساسيا” لدول الساحل،.. مشيدا بالمبادرة الملكية الرامية إلى تمكين هذه البلدان من الوصول إلى المحيط الأطلسي، وهو ما اعتبره بمثابة نافذة جديدة تفتح أمام الدول غير الساحلية لولوج الأسواق العالمية.
وأشار المتحدث إلى أن مبادرة المغرب لا تقتصر على تسهيل الوصول البحري فقط،.. بل تشمل أيضا دعما متواصلا في قطاعات حيوية من شأنها تعزيز قدرات دول الساحل وتمكينها من تجاوز تحديات العزلة الجغرافية.
من جانبه، عبر وزير الخارجية المالي عن تقديره العميق لما وصفه بـ”الموقف البناء والاحترام المتبادل” الذي يميز علاقات المغرب مع شركائه الأفارقة. الوزير المالي وصف المبادرة الملكية الأطلسية بأنها “خطوة تنموية كبرى” تنسجم تماما مع الطموحات الاقتصادية لهذه الدول،.. لاسيما في ميادين التصنيع والتحول الاقتصادي.
وفي هذا الإطار،.. أبرز الوزير المالي أهمية تنسيق الجهود مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتسريع وتيرة التنمية المستدامة بدول الساحل،.. مشددا على أن المشاريع الهيكلية التي يجري الإعداد لها في مجالات اللوجستيك والبنية التحتية والتكنولوجيا والقطاع المالي ستشكل قاطرة لربط اقتصاديات المنطقة بالأسواق الإقليمية والعالمية.
منتدى كرانس مونتانا: رسائل دبلوماسية تؤكد موقع المغرب المركزي في مستقبل دول الساح
منتدى “كرانس مونتانا” لهذه السنة لا يشكل مجرد ملتقى للنقاش فقط،.. بل يمثل تتويجا فعليا للجهود الملكية الرامية إلى تكريس المغرب منصة استراتيجية للتكامل الإقليمي،.. عبر مبادرات مدروسة تهدف إلى توفير بدائل حيوية لدول الساحل في مجالات النقل والتجارة والتنمية الشاملة.
تستمر فعاليات المنتدى على مدى يومين،.. حيث من المنتظر أن يتدارس المشاركون سلسلة من المشاريع الاستراتيجية الكفيلة بتعزيز الأمن البحري وضمان استدامة الممرات التجارية البحرية،.. وذلك في ظل رؤية مغربية تهدف إلى ترسيخ شراكات مربحة لجميع الأطراف والانفتاح على أفق اقتصادي جديد لدول الساحل.