في أحد الأزقة الهادئة لحي التجزئة الخامسة بمدينة الصويرة، مساء الثلاثاء الأول من يوليوز، اندلعت شرارة فضيحة أخلاقية مدوية، كانت ستظل طي الكتمان لولا قبضة الأمن ويقظة إحدى الضحايا التي اختارت أن تقول: كفى.
لم تكن الصرخة التي هزت الحي مجرد خلاف عابر بين امرأتين، بل كانت مقدمة لانكشاف شبكة سرية تنشط في الدعارة والابتزاز، قادتها سيدة تحترف الوساطة الجنسية، وتمتلك سجلا رقميا أسود يوثق لحظات حميمية لضحايا وقعن في الفخ، واحدة تلو الأخرى.
بحسب مصدر أمني تحدث لـ”آنفا نيوز”، فقد بدأت القصة بشجار عنيف اندلع بين المتهمة وسيدة شابة، انتهى بسقوط هذه الأخيرة ضحية اعتداء جسدي اضطرها إلى التوجه للمستشفى لتلقي الإسعافات. لكن ما كشفته هناك للطاقم الطبي ورجال الأمن، كان أخطر بكثير من جرح بدني.
الضحية، التي كانت إحدى “بيادق الشبكة”، أخرجت إلى العلن تفاصيل صادمة عن استغلال جنسي تم تحت التهديد، حيث كانت المتهمة تستدرج نساء يعشن ظروفا اجتماعية صعبة، ثم تدفعهن إلى معاشرة رجال وفلاحين مقابل مبالغ مالية، موهمة إياهن بمساعدتهن على تجاوز أوضاعهن، قبل أن تنقلب عليهن بسلاح التكنولوجيا.
فيديوهات جنسية، صور موثقة، وتهديدات عبر تطبيقات التواصل، كانت أدوات المتهمة لإخضاع ضحاياها، من أجل توسيع شبكة زبنائها، وإنشاء سوق مظلم يباع فيه الجسد تحت الضغط والترهيب.
التحقيقات كشفت أن السيدة كانت تتحرك بخفة ودهاء، تتحكم من خلف الستار في تفاصيل اللقاءات، وتمارس الابتزاز بأعصاب باردة، مطمئنة لعدم انكشاف أمرها. غير أن الضحية الأخيرة، التي رفضت الانصياع مجددا، فضلت أن تواجه الجحيم على أن تظل رهينة في شبكة لا ترحم.
عناصر الأمن التي تلقت الإشعار من المستشفى، تحركت بسرعة إلى الحي المذكور، وتمكنت من توقيف المشتبه فيها واقتيادها إلى مقر الشرطة، حيث وضعت تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة.
التحقيقات لا تزال جارية، ودوائر الاشتباه تتسع، بحثا عن أطراف محتملة ساهمت في تشغيل الشبكة أو استفادت من خدماتها، في انتظار إسدال الستار عن واحدة من أخطر قضايا الابتزاز الجنسي بالصويرة خلال السنوات الأخيرة.