شهد ميناء الدار البيضاء، خلال الأيام القليلة الماضية، وصول دفعة جديدة من المركبات المدرعة من طراز M-ATV، التي تنتجها شركة Oshkosh Defense الأميركية، وهي من أقوى المركبات المستخدمة في المهام القتالية الصعبة، خصوصا تلك المرتبطة بمخاطر الألغام والكمائن.
شوهدت وحدات من الجيش المغربي ترافق العربات الخارجة من الميناء، في تحرك يعكس طابعا استثنائيا للصفقة، التي يرجح أن تندرج ضمن خطة تسليحية مدروسة لتحديث المعدات البرية في إطار رفع الجاهزية العملياتية للجيش المغربي في ظل بيئة إقليمية معقدة.
وتعرف مركبات M-ATV بكونها مضادة للألغام والكمائن، ومهيأة للتحرك في مختلف التضاريس الصعبة، كما أنها تعتمد على بنية هيكلية متطورة تضمن الحماية القصوى للطاقم، وهي الميزات التي جعلتها خيارا مفضلا لدى جيوش محدودة العدد، منها الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، كرواتيا، رومانيا، بولندا، أوزبكستان، والمجر.
وصول هذه العربات القتالية الثقيلة يتماشى مع توجه القوات المسلحة الملكية نحو تقوية منظومتها الدفاعية، حيث يشكل اقتناء المعدات المتطورة، جزءا من خطة كبرى لإعادة بناء القدرات القتالية البرية على أسس حديثة، مستفيدة من تجارب الدول الكبرى في مجال الحرب غير النظامية.
ويأتي هذا التطور في وقت تعرف فيه المنطقة تحديات أمنية متسارعة، ومخاطر محتملة تفرض على الدول الاستعداد لمواجهة مختلف السيناريوهات، سواء تلك المرتبطة بتهديدات الجماعات المسلحة، أو النزاعات الحدودية.
مركبة نخبوية بمعايير عالية
المركبة M-ATV ليست مجرد عربة عسكرية، بل تعد من بين الأنظمة الدفاعية التي دمجت التكنولوجيا العالية بالمرونة الميدانية. وتوفر حماية مدمجة ضد العبوات الناسفة، والقذائف الصاروخية، مع قدرة فائقة على التنقل في مسارات جبلية أو صحراوية وعرة.
ويرى خبراء عسكريون أن دخول هذه المدرعات إلى الخدمة ضمن الترسانة المغربية يعكس نقلة نوعية في بنية المعدات البرية، ويمنح وحدات التدخل السريع قدرة أكبر على تنفيذ المهام المعقدة، سواء في الداخل أو ضمن مهام متعددة الجنسيات مستقبلا.
