الأكثر مشاهدة

نساء وقعن في فخ مشعوذ أنيق.. وعود زائفة بالزواج كلفت الضحايا عشرات الملايين

وراء المظهر الأنيق والسلوك الهادئ، أخفى رجل أربعيني من مدينة أكادير مسارا معقدا من النصب والتهديد والشعوذة. رجل اختار أن يجعل من الكذب مهنة، ومن الحب فخا، ومن الطمع بوابة إلى جيوب نساء ميسورات، كانت آخرهن مغربية مقيمة بإسبانيا وقعت ضحية واحدة من أغرب قضايا الاحتيال العاطفي في السنوات الأخيرة.

في سنة 2022، التقت “د.س”، وهي سيدة إسبانية من أصل مغربي، برجل زعم أنه مهندس ناجح، يخطط للاستقرار والزواج. سرعان ما تطورت العلاقة إلى مشروع زواج في إسبانيا، ومعه بدأت عمليات الاحتيال. طالبها بمبالغ مالية مختلفة بذريعة وفاة والدته وأزمات مالية وهمية، لتحول إليه أكثر من 50 مليون سنتيم على مراحل، قبل أن تكتشف أن كل ما بني كان على الأكاذيب.

انكشاف الخدعة: لا شهادة ولا مهنة ولا وفاة

التحقيقات الأولية التي باشرتها الضحية كشفت أن الرجل لا يتوفر على أي مؤهل هندسي، وأنه استخدم هوية مزورة، وأن والدته، التي أخبرها بوفاتها، كانت على قيد الحياة. أكدت “د.س” في شهادتها أنها وقعت في شرك تمثيلية محكمة التفاصيل، استخدم فيها الجاني مشاعرها لتحقيق مكاسب مالية.

- Ad -

بعد أن قررت إنهاء العلاقة، تحولت رسائل الغرام إلى تهديدات صريحة. أرسل إليها صورا لنفسه وهو يحمل أسلحة نارية، بينها مسدسات وبنادق صيد، مرفقة بعبارات تهديد واضحة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اتهمته نساء أخريات باستخدام أساليب السحر والشعوذة لبسط سيطرته النفسية عليهن.

قضية “د.س” ليست الوحيدة، إذ تشير شهادات أخرى إلى ضحايا كثر، بينهم سيدة خسرت منزلا بثمن 65 مليون سنتيم، وأفراد من الجالية المغربية تعرضوا للنصب في صفقات عقارية وهمية. الرجل الذي يتنقل بين أدوار المهندس والمحامي ورجل الأعمال لا يزال، بحسب الضحايا، طليقا يرتاد مقاهي أكادير ويبحث عن فريسته التالية.

الضحايا، وعلى رأسهم “د.س”، يطالبون السلطات القضائية والأمنية بالتحرك العاجل من أجل توقيف المتهم وتقديمه للعدالة، خاصة أن الدلائل ضده كثيرة، وأن عدد المتضررات في تزايد. قضية تختبر جدية حماية النساء من جرائم النصب العاطفي والمالي، وتسلط الضوء على هشاشة الرقابة في قطاع الخدمات والهويات الشخصية.

يسعدني تلقي رسائلكم على: bouchraelkhattabi24@gmail.com

مقالات ذات صلة