باغت الموت شابة في ربيعها الثامن عشر، متنكرا هذه المرة في جلد أفعى. كانت الحياة تسير بإيقاعها المعتاد في آيت خليفة، قبل أن تتحول ظهر الأحد إلى مأتم صامت. هناك، بالقرب من بيت طيني يواجه الشمس بصبر، تعرضت الشابة للدغة قاتلة.
لم يكن ثمة إنذار، ولا وقت كاف للتدارك. السم تسلل بسرعة، ونقلت الضحية إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية. لكنها لم تقو على الصراع الطويل مع مفعول السم… ولفظت أنفاسها الأخيرة في سرير المستشفى.
لتضيف فصلا جديدا إلى مأساة صيفية تتكرر كل عام، في أقاليم جهة درعة تافيلالت. مع اشتداد الحرارة، تخرج الزواحف من مكامنها، وكأنها تقتنص فرصة للظهور في الفراغات المهملة، في أطراف الدواوير، أو حتى على عتبات البيوت.
الإحصاءات غير الرسمية تتحدث عن العشرات من الحالات سنويا، بعضها يسعف في الوقت المناسب، والبعض الآخر يضاف إلى قوائم الموتى في صمت قاتل.
ما يزيد من فداحة الوضع هو أن عددا من هذه القرى النائية لا تتوفر على المصل المضاد، أو تبقى المسافة طويلة بين السم والمستشفى، وبين الحياة والموت.