لم تكن بداية هذا الأسبوع عادية بمنطقة ساحل بوطاهر التابعة لإقليم تاونات، حيث استيقظ السكان على وقع فاجعة إنسانية هزت مشاعر الجميع، بعدما لقي طفل يبلغ من العمر حوالي ست سنوات مصرعه في ظروف مؤلمة داخل سيارة مخصصة لنقله إلى مدرسته.
النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس لم تتأخر في فتح تحقيق مستعجل لتحديد ملابسات ما جرى. بلاغ رسمي صادر عن الوكيل العام للملك كشف أن التحقيقات الأولية بينت أن الطفل ترك وحيدا داخل السيارة بعد أن غادرها السائق دون أن ينتبه لوجوده، ليظل محاصرا داخلها إلى أن اختنق وفارق الحياة.
المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الضحية اعتاد التنقل يوميا عبر نفس السيارة ونفس السائق، ما زاد من صدمة أسرته التي لم تكن تتوقع أن يتحول يوم دراسي إلى مأساة تنتهي بالموت بدل القسم.
الجثة نقلت إلى التشريح الطبي بأمر من النيابة العامة، في انتظار الكشف عن السبب الدقيق للوفاة،.. بينما باشرت الضابطة القضائية أبحاثها لتحديد المسؤوليات. التحقيق يشمل أيضا ظروف تشغيل السائق، وإجراءات السلامة المتبعة في وسائل النقل المدرسي.
هذه الحادثة المأساوية تفتح من جديد النقاش حول مدى احترام معايير السلامة في عربات نقل التلاميذ،.. خصوصا في المناطق القروية، حيث تغيب في كثير من الأحيان الرقابة الصارمة والتكوين المهني المطلوب للسائقين.
وفي وقت تنتظر فيه أسرة الطفل نتائج التحقيق والتشريح،.. تبقى فاجعة تاونات بمثابة جرس إنذار يفرض على الجهات المعنية إعادة النظر في شروط اعتماد وسائل النقل المدرسي،.. ووضع آليات حقيقية لمنع تكرار كوارث يمكن تفاديها بقليل من الانتباه والكثير من المسؤولية.