في خطوة تعكس التوجه المغربي نحو توسيع شراكاته الاستراتيجية في المجال الفلاحي، استقبلت الرابطة الوطنية للمديريات الفلاحية بالولايات الأمريكية (NASDA) وفدا مغربيا رفيع المستوى، في زيارة عمل امتدت من 22 إلى 28 يونيو بولاية كاليفورنيا، ضمن برنامج مكثف للتعاون التقني والتجاري.
الوفد المغربي كان مشكلا من مسؤولين عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) وممثلي شركات مغربية بارزة مثل Stellar International Enterprises، AMA Holding، مطاحن أطلنتيك وMundiriz. وقد جاء هذا التحرك تتويجا للزيارة التي قامت بها NASDA إلى المغرب في يناير 2024، والتي فتحت النقاش حول فرص التعاون بين الجانبين.
ذكاء اصطناعي وموارد مائية وتقنيات زراعية متطورة
برنامج الزيارة تضمن جلسات نقاش وورشات ميدانية حول مواضيع ذات أهمية قصوى للقطاع الفلاحي، من الذكاء الاصطناعي في الفلاحة، تدبير الموارد المائية والطرقية، إلى نظم السلامة الصحية واللوجستيك والتقنيات البيولوجية، مرورا بزراعة المحاصيل ذات القيمة العالية مثل الحمضيات والمكسرات.
كما شارك الوفد في قمة Salinas Biological Summit، حيث عقد أعضاؤه لقاء مباشرا مع كارين روس، كاتبة الدولة المكلفة بالفلاحة في ولاية كاليفورنيا، وتم التباحث بشأن آفاق التعاون في المجالين الفيتوصحي والبيئي.
الزيارة تمت بدعم من البرنامج الأمريكي للترويج الفلاحي الإقليمي (RAPP)، وتشرف عليه وزارة الفلاحة الأمريكية USDA-FAS، بهدف تقوية الحضور الأمريكي في الأسواق الفلاحية العالمية. كما شارك في بعض محطاتها مسؤولون من ولايتي كنساس ونيو مكسيكو، بالإضافة إلى جمعية التجارة الفلاحية للغرب الأمريكي (WUSATA)، ما منح اللقاءات طابعا فدراليا متعدد المستويات.
في تصريح له، أكد تيد ماكيني، المدير العام لـNASDA، أن هذه الزيارة تشكل “خطوة قوية نحو بناء شراكة فلاحية دائمة مع المغرب، مبنية على قيم الابتكار والتعاون المستدام”. وأضاف أن هناك إرادة مشتركة لخلق روابط تجارية متينة بين المنتجين الأمريكيين والمغاربة.
الزيارة فتحت نقاشات واسعة حول سبل ولوج المنتجات المغربية للأسواق الأمريكية، وتبادل الخبرات في مجال التدبير البيئي والسلامة الصحية وتكنولوجيا الزراعة الحديثة، وهو ما يجعل منها لحظة تأسيسية لتحول نوعي في العلاقات الفلاحية بين الرباط وواشنطن.