أعلن مجلس الأمن الدولي عن تبنيه لأول مرة قرارًا يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد أكثر من خمسة أشهر على الحرب الإسرائيلية الأخيرة. ولوحظ بشكل خاص عدم استخدام الولايات المتحدة – داعم رئيسي لإسرائيل – لحق النقض (فيتو) في هذا السياق. بينما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلغاء زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن بسبب امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
يتضمن القرار، الذي قدمه أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، دعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة،.. مع التأكيد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات وإزالة العوائق التي تعترض تسليمها. وعبر مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عن أهمية هذا القرار في إيصال رسالة لأهل غزة بأنهم ليسوا وحدهم،.. وأن المجتمع الدولي لم يتركهم وحدهم في معاناتهم.
تم تبني القرار بعدما فشل مجلس الأمن في إقرار تعديل يضم عبارة “وقف دائم” لإطلاق النار. واستخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) لإسقاط مشروع قرار أمريكي يدعو إلى وقف إطلاق النار “في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن”،.. وهي صياغة رفضتها الدول العربية وروسيا والصين بسبب “الغموض”.
وتعكس هذه التطورات تحولا في سياسة الولايات المتحدة،.. التي كانت تعارض بشكل متكرر مصطلح “وقف إطلاق النار” في قرارات الأمم المتحدة. وردا على هذا القرار، أوضح منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت عليه لا يشكل تغييرا في سياستها، وأنها ستظل تواصل التفاوض مع إسرائيل للتأكيد على وجهات نظرها.
تأتي هذه الأحداث في سياق حرب طويلة شهدتها غزة، والتي أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين. بينهم أطفال ونساء، وفي ظل تحذيرات من منظمات دولية من مخاطر المجاعة نتيجة لتقييد إسرائيل دخول المساعدات.