أفادت تقارير إعلامية أمريكية بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أعرب لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن عدم اهتمامه الشخصي بما سماه “القضية الفلسطينية”، وذلك في سياق محادثات حول تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. هذه التصريحات نشرت في تقرير لمجلة “ذا أتلانتيك”، والذي قدم نظرة على 11 شهرا من المفاوضات التي قادتها واشنطن في المنطقة.
وجرت المحادثات في مدينة العلا السعودية في يناير الماضي، حيث ناقش بن سلمان مع بلينكن احتمالية إبرام صفقة لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب وسط الحرب المستمرة في غزة. وأفاد التقرير بأن بن سلمان أبدى قلقه بشأن استقرار الوضع في غزة،.. لكنه شدد على أهمية أن تكون أي خطوة نحو التطبيع ذات معنى للشعب السعودي، رغم أنه لا يهتم شخصيا بالقضية الفلسطينية. وأوضح بن سلمان أن 70% من الشعب السعودي أصغر منه سنا،.. ويعيش معظمهم تجربتهم الأولى مع القضية الفلسطينية عبر الصراع الحالي.
رغم هذه التصريحات،.. أكدت السلطات السعودية أنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية،.. وهو ما أكده بن سلمان علنا في خطابه أمام مجلس الشورى.
من جانب آخر،.. تسعى السعودية إلى إبرام اتفاقية “حماية” أو دفاع مشترك مع واشنطن في حال توقيعها على صفقة تطبيع مع إسرائيل،.. لكن التحديات تبقى قائمة نظرا لموقف الحكومة الإسرائيلية الرافض لإقامة دولة فلسطينية.
وفي حين يواجه بن سلمان ضغوطا داخلية حول هذا الملف،.. يشير محللون إلى أن أي خطوة باتجاه التطبيع قد تعرضه للخطر،.. مستشهدين بتجربة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الذي تم اغتياله بعد توقيعه اتفاقية سلام مع إسرائيل في الثمانينات.
ورغم التضامن الشعبي الواسع مع فلسطين في السعودية،.. شهدت المملكة مؤخرا تقارير عن اعتقالات تتعلق بالتعبير عن دعم القضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي،.. مما أثار الجدل حول حدود حرية التعبير في هذا السياق.