كأنها جلسة صلح على هامش عاصفة. عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، اختار أن يفتح صدره أمام المحامين، ويطلق دعابة في وجه الصرامة التي تطبع علاقة الطرفين في الأشهر الأخيرة. المناسبة؟ الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جمعية هيئات المحامين في دورته الثانية والثلاثين، التي تحولت إلى منصة لتصفية الأجواء… جزئيا.
وهبي اعترف أن مشروع قانون مهنة المحاماة لم يكن نزهة، بل “معركة تفاوضية” امتدت على أكثر من ثلاثين اجتماعا، لم تخلو من شد وجدب وأصوات مرتفعة، قائلا أمام جمهور المحامين: “ناقشنا طويلا وبإرادة صلبة…”.
لكن الوزير لم يغادر المنصة دون أن يزرع ضحكة، حين ختم تدخله بمازحة غريبة من نوعها: “لقد أتعبوني كما أتعبتهم… أظن أنني سأرفع دعوى للمطالبة بالحق المدني، فقد أصبت بداء السكري!”، في تصريح أقرب إلى “النكتة السوداء” منه إلى الطرفة.
ويبدو أن غيوم الخلاف بدأت تنقشع بين وزير العدل عبد اللطيف وهبي وأصحاب البذلة السوداء. فبعد سلسلة من الاجتماعات التي أرهقت الجميع – بل وأصابت الوزير بـ”داء السكري” على حد تعبيره السابق – خرج وهبي، يوم الثلاثاء، بابتسامة واضحة ليبشر المغاربة: “اتفقنا مع المحامين”.
تصريحه جاء على هامش جلسة التصويت على مشروع قانون المسطرة الجنائية،.. حيث كشف الوزير عن توصل الأطراف إلى اتفاق نهائي بشأن مشروع قانون مهنة المحاماة،.. بعد أشهر من المناقشات والنزاعات العلنية والسرية.
وهبي لم يخف سعادته، قائلا: “أنا مسرور جدا بالتعاون الذي عبر عنه رئيس الجمعية والنقباء،.. لقد أبانوا عن نية صادقة للدفاع عن وحدة المهنة واستقلالها، وهذا هو الأهم”.