الأكثر مشاهدة

استثمار “ألستوم” التاريخي: المغرب يقتنص أول خط إنتاج عالمي لـ “لوحات قيادة القطارات” بـ 100 مليون درهم

في خطوة استراتيجية ترسخ مكانة المغرب كقاعدة صناعية متقدمة لقطاع السكك الحديدية عالميا، أعلنت مجموعة “ألستوم” (Alstom) الفرنسية العملاقة، اليوم 9 دجنبر، عن استثمار جديد ضخم يناهز 100 مليون درهم. هذا القرار، الذي يأتي تنفيذا لاتفاق شراكة وقع مع الدولة المغربية على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر 2024، يحمل في طياته مشروعا غير مسبوق: إحداث أول خط إنتاج عالمي متعدد المنصات مخصص لتصنيع لوحات/أجهزة قيادة القطارات (Pupitres de Conduite).

يشير مسؤولو المجموعة إلى أن هذا المشروع ليس مجرد توسعة اعتيادية، بل هو تحول استراتيجي يمنح المغرب موقعا متقدما على خريطة الصناعات المرتبطة بالسكك الحديدية.

وفي تصريح لمارتين فوجور، رئيس “ألستوم” لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أكد أن: “إقامة هذا الخط الإنتاجي العالمي الأول ضمن منطقتنا (AMECA) يمثل دلالة قوية على الدينامية الصناعية التي نبنيها”، مضيفا أن “لوحات القيادة المصنوعة هنا ستوجَه لتجهيز مشاريع حول العالم، مما يبرز قدرة منطقتنا على تقديم حلول صناعية استراتيجية للمجموعة”.

- Ad -

مضاعفة الإنتاج وإنشاء مكتب هندسة

لم تقتصر مبادرة “ألستوم” على إطلاق خط الإنتاج العالمي الجديد، بل شملت خطة تطوير صناعي واسعة النطاق تتضمن شقين رئيسيين:

مضاعفة الطاقة الإنتاجية للـ “Transformateurs” (المحولات الكهربائية)، وهو ما يعزز القدرات الإنتاجية للموقع الصناعي المغربي.

إنشاء مكتب جديد للهندسة والتطوير لتقوية الخبرات المحلية ورفع مستوى الابتكار، وهو ما سيسهم في ترسيخ المعرفة التقنية محليا.

وفي هذا السياق، أكد مهدي ساحل، المدير العام لـ “ألستوم المغرب”، أن “مضاعفة قدرتنا الصناعية وفتح مكتب للهندسة يمثلان خطوة حاسمة في تعزيز موقع المغرب داخل السلسلة العالمية لقيم السكك الحديدية، وتعد لوحة القيادة (Pupitres) مكسبا استراتيجيا كبيرا”.

من المتوقع أن يساهم هذا التوسع في خلق أكثر من 200 منصب شغل مباشر، ليضاف إلى الـ 1400 مستخدم الذين توظفهم “ألستوم” حاليا في المملكة، مؤكدة استمرار دورها كشريك رئيسي في البنية التحتية المغربية، من قطار البراق فائق السرعة إلى شبكات الترامواي في الدار البيضاء والرباط.

مقالات ذات صلة