عقد رئيس الحكومة المغربي، عزيز أخنوش، ورئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، يوم الخميس 4 دجنبر في مدريد، اجتماعا ثنائيا أكدا خلاله على المرحلة الممتازة التي تمر بها العلاقات بين المغرب وإسبانيا. ويأتي هذا اللقاء في إطار الاجتماع الثالث عشر رفيع المستوى بين البلدين.
ذكر المسؤول الإسباني بأن الروابط الإنسانية القوية التي توحد البلدين تجسد كيفية تحويل التعاون إلى ازدهار مشترك. وتجدر الإشارة إلى أن المغاربة يمثلون أكبر جالية أجنبية في إسبانيا، وهم الآن المساهم الأول في الضمان الاجتماعي، بواقع 335,000 شخص، حسب ما ذكرته رئاسة الوزراء الإسبانية في بيان.
على الصعيد الاقتصادي، أبرز سانشيز متانة الروابط التجارية، مشيرا إلى أن إسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب منذ عام 2012. كما تطرق إلى منتدى الأعمال الذي نظم يوم الأربعاء، مشيدا برغبة الشركات الإسبانية والمغربية في تعميق علاقاتها. وفي هذا الصدد، دعا إلى الاستفادة من الفرص التي سيوفرها تنظيم كأس العالم 2030.
ولتجسيد هذا الالتزام، تم اعتماد إعلان مشترك يؤكد مجددا إرادة الطرفين في تعزيز الحوار السياسي والتعاون في مجالات رئيسية مثل الرقمنة وتحديث الإدارات العمومية، والتعليم، والوقاية من الكوارث الطبيعية، والاستدامة، والمساواة.
أربع عشرة اتفاقية تعاون ثنائي
تم التوقيع أيضا على أربع عشرة اتفاقية تعاون في إطار هذا الاجتماع الثالث عشر رفيع المستوى، بحسب البيان نفسه. وتتوزع هذه الاتفاقيات بين اتفاق إداري دولي، وأحد عشر مذكرة تفاهم (MoU)، وإعلانين للنوايا.
في مجال الرقمنة والإدارة العامة، تم توقيع عدة مذكرات تفاهم: واحدة حول التعاون الضريبي لتعزيز رقمنة الإدارة الضريبية؛ وأخرى حول الإرسال والاستلام الإلكتروني لطلبات التعاون؛ بالإضافة إلى تمديد مذكرة التفاهم المتعلقة بالحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي، التي ستستمر في توجيه تبادل القدرات التقنية، والتحديث الإداري، وتحسين آليات التعاون.
كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول التراث الوثائقي، وإعلان نية يهدف إلى تعزيز التعاون في تبادل المعلومات والمعرفة التقنية والخبرات المتعلقة بالإنتاج الرقمي للنصوص التشريعية والتنظيمية ونشرها إلكترونيا.
ولتعزيز التعاون في مجالات الرياضة والثقافة والتعليم، وقع المغرب وإسبانيا اتفاقا جديدا يدعم التعاون التعليمي في المراكز التي تديرها إسبانيا في المغرب. ويقوم النص بتحديث إطار مشاركة هيئة التدريس، ويحدد شروط الاختيار والعمل، ويضع آليات للتنسيق والمتابعة. كما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال الرياضة تتضمن إجراءات مشتركة في التدريب، وتبادل المعرفة، وتنظيم الفعاليات، وحماية الرياضيين.
وتم توقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال الوقاية من خطاب الكراهية والتصدي له، من خلال التعاون المؤسساتي، والتوعية العامة، والإجراءات المشتركة ضد التضليل. وتأتي هذه المبادرة استجابة لانتشار الرسائل المعادية للأجانب على وسائل التواصل الاجتماعي وللهدف المشترك المتمثل في تعزيز التعايش.
كما وقعت وزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية مذكرتي تفاهم: إحداهما تتعلق بالدبلوماسية النسوية لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات في العمل الخارجي؛ والأخرى تتعلق بتبادل الدبلوماسيين الشباب لتطوير برامج التنقل التدريبي والتعاون بين المدارس الدبلوماسية.
وأخيرا، تم توقيع عدة مذكرات تفاهم لتحسين التعاون في مجال إدارة الكوارث الطبيعية، والزراعة والصيد البحري. تركز الاتفاقيتان اللتان وقعتهما وزارة الزراعة والثروة السمكية والغذائية الإسبانية – إحداهما زراعية والأخرى سمكية – على الابتكار، وإدارة المياه، ودعم المناطق الريفية، ومكافحة الصيد غير المشروع. وتهدف إلى تحفيز الصيد البحري وتربية الأحياء المائية ومكافحة الصيد غير المشروع، مع تعزيز الزراعة المستدامة والأمن الغذائي والتنمية الريفية.
كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون التقني والعلمي في دراسة النشاط الزلزالي والجيوديناميكا في منطقة مضيق جبل طارق، وهي منطقة اهتمام مشترك تقع عند التقاء الصفيحتين التكتونيتين الأوراسية والأفريقية. ويوفر إطار التعاون هذا تبادل المعلومات العلمية الماضية والمستقبلية، والتنسيق في نشر شبكات المراقبة، لتحسين المعرفة المشتركة بمخاطر الزلازل وأمواج تسونامي المحتملة.